Articles

Affichage des articles du mai, 2010

مفارقة التعمير والتقفير: الطرق الحزاميّة حول تجمّع "دقاش الوديان" نموذجا

Image
جلال الرّويسي أستاذ بالمعهد العالي للتّوثيق منّوبة- ماي 2010 . في تصنيف الطّرق لا يختلف اثنان في كون التهيئة العمرانية علما ينهض على تقاطع عديد الاختصاصات والمعارف كالاقتصاد والهندسة والجغرافيا وعلم الاجتماع والتخطيط الخ. حيث يستند كلّ مشروع تعميري على دراسة جدوى تتناول مبرّراته وكلفته وانعكاساته والنتائج المرجوّة منه والأطراف المعنيّة به والمتدخّلة في إنجازه، الخ. ولا تشذّ مشاريع الطّرق بجميع أصنافها عن هذا المنهج مع مراعاة ما تتطلّبه طبيعة كل مشروع من تمش مخصوص (طريق سيّارة، سريعة، وطنية، جهويّة، طريق حزاميّة،الخ). فللطرق الوطنية في بلادنا تاريخ يعود أحيانا إلى العهد الرّوماني حيث ظهرت لتربط ما بين النقاط التجارية والتجمّعات الحضرية العريقة كالموانئ والمراكز السياسية والعلمية والعسكرية. وقد شكّلت الطّرق الوطنية الكبرى محاور فاعلة إلى حدّ بعيد في تشكيل الخارطة العمرانية للبلاد التونسية كما هي عليه اليوم. وهذا يعني أنّ الطّرق تشق لتربط بين نقطتين متباعدتين ولكن ما إن تفتح للجولان حتّى تتكوّن حولها ديناميكيّة اقتصادية واجتماعية (استراحات، مقاهي، مطاعم، محطّات بنزين، محلاّت خدمات أخرى )