Articles

Affichage des articles du 2013

مقبرة الجلاّز

في المقبرة تأخذ الوجوه سحنة تعبّر عن مستوى علاقتها بالميت. هناك أوّلا أقارب الميّت الذّين من السّهل التعرّف عليهم من خلال التصاقهم بالجثمان وصمتهم وقلّة حركتهم وعمق تأثرهم الذي يجعل نظراتهم شاردة ووجوههم داكنة، فمثلما الخوف يصفّر البشرة، فإنّ الحزن يكحّلها. وهناك الأقارب من العائلة الموسّعة الذين عادة ما تجدهم ناشطين في إتمام مراسم الدّفن منذ وصول الموكب إلى المقبرة. يتحرّكون في كلّ الاتجاهات: يدفعون الأوراق ويستخرجونها، ويدعون إلى صلاة الجنازة، وينظّمون طابور تقبّل التعازي. وقد يلتحق بهم بعض من أصدقاء الميّت الخلّص أو زملائه في الدّراسة أو العمل. ثمّ نجد سائر المعزّين من الزملاء والأصدقاء والمعارف والجيران. يسبق هؤلاء الموكب إلى المقبرة وهناك ينتظرون وصوله. يتجمّعون في حلقات صغيرة يستحضرون مناقب الفقيد، ويتحدّثون عن ظروف موته. بعضهم حزين ومتأثر بصدق. وبعضهم يتصنّع ذلك. ليس نفاقا، وإنّما أخذا بالخاطر وتضامنا مع أهل الميّت. وبعضهم يمزح ويضحك مغالبة للحزن وانتصارا للحياة. وهذا من العادات الحميدة، وفنّ لا يتقنه إلاّ قلّة من الناس النبيهين الذين يعرفون كيف لا يسقطون في التهريج، حتى يحا

نقطة انخرام النّظام

  نص مهدى إلى سيّد البهجة وملك الإيثار، الشامخ أبدا سنان العزّابي يغرينا تخييب الظنّ فينا ويكفينا تنسيب الحق دينا نعم، نحبّ المفاجآت   نعم، ندهش للمفارقات،   لا نخشى الموت،  ولكنّنا لا نكره الحياة إلاّ متى صارت عادة، أيّها السّادة في كلّ مرّة نحتاج دقيقة إضافية...  فقط دقيقة قد يهدرها أحمق في تعديل ربطة العنق لكنّها للمحكوم بالإعدام، فرصة أخرى للحياة في الوقت الإضافي لم نتعوّد التخطيط لحياتنا ولم نحدّد بعد موعدا للافتراق وهذا العمر لا يكفينا كي نصرف كلّ ما فينا  فقط دقيقة قد لا تكفي لقول الحقيقة لكنها تكفيك لتفجير نواة الحقيقة كم صهريجا شربنا، وما سكرنا؟ كم ميعادا أخلفنا، وما ندمنا، وما اعتذرنا؟ كم برميلا من الدمع سكبنا؟ و كم قصيدا كتبنا؟ على صهوة الهواء، على صفحة الماء...  بالمواء وبالعواء وعلى السماء، في المساء وفي العراء يشهد، تمثالُ الرّئيس المخضّب بالخراء ويشهد، إسفلتُ الرّصيف المضمّخ بالدّماء تشهد أيضا مرآةُ نرسيس المكسورة ومقصورةُ البوليس المهجورة وكذلك تشهد آلاتُ العازف النّازف  وأصواتُ آلاف الأطياف ممّن رحلوا إ

نصوص عن الجماهير

Image
النص الأوّل: "سيكولوجيا الجماهير" ل"غوستاف لوبون" ترجمة واقتباس لمقال نيكولا زايسلار المنشور على الرابط التالي: http://etudespolitiquesinternationales.blogspot.com/search/label/La%20Psychologie%20des%20foules آخر زيارة للرابط 20 نوفمبر 2013 مفهوم الجمهور يعني المفهوم السيكولوجي للجمهور أكثر من كون هذا الأخير مجرّد مجموعة من الأشخاص. فقد يتّفق أن يكتسب الجمهور في بعض الظّرفيات سمات جديدة لا تمتّ بأيّ صلة لصفات الأفراد الذين يكوّنونه إذا ما تعاطينا معهم واحدا واحدا. واعتبارا لكون الجمهرة تلغي الشخصية الفردية الواعية ولكون مشاعر وأفكار كلّ فرد تكون موجّهة في نفس الاتجاه، فيمكن القول بتشكّل "روح جماعية". هكذا تغدو المجموعة جمهورا منظّما أو "جمهورا نفسيا" خاضعا لقانون الوحدة الذهنية للجماهير. ولكنّ هذه الرّوح الجماعية مؤقّتة. ذلك أنّه إذا كان الجمهور النفسي يكتسب سمات عامّة، إلاّ أنّ هذه السّمات تظلّ مؤقّتة لارتباطها بظرفيات محدّدة. ويبقى الأمر الأهمّ هو تشكّل "الرّوح الجماعية" التي ليست مصدر ذكاء بل إنّها مصدر حماقة.