Articles

Affichage des articles du janvier, 2013

الزردة مدرسة الفقراء

تشكّل الرّياضة والألعاب الفكرية أدوات ناجعة لتعلّم أصول التكتيك والاستراتيجيا. ومن أكثر الألعاب جدوى في هذا المجال لعبة الشطرنج التي تعلّمنا كيف نستدرج الخصم بطعم لنوقعه في الفخّ ونجهز على ملكه. هناك أيضا الرّياضات الجماعية التي تدرّبنا على توزيع الأدوار في تكامل من أجل تحقيق هدف جماعي. وتشترك الرياضات البدنية والفكرية في كون التكتيك يعني محطّات الطريق التي يسلكها اللاعب نحو الهدف النهائي بما يتضمّنه ذلك من مناورات وإيهام بالضعف (تنويم الخصم) وتقديم التنازلات (وهذا هو التكتيك) أثناء التقدّم نحو الهدف النهائي، بينما تقتضي الاستراتيجيا بقاء الذّهن مركّزا على الهدف النهائي، مهما كانت عوارض الطريق. لست من القائلين بأنّ الطّريق تتشكّل أثناء المسير، أي أنّه لا وجود لطريق مسطّرة سلفا، حتّى أن غلاة هذا الرّأي يؤمنون بأنّ الطّريق إلى البيت أهمّ من البيت ذاته. هذه فلسفة جميلة لمّا تكون الطّريق آمنة وليس فيها قطّاع طرق. أمّا وأنت تعلم أنّ هناك خصما يتربّص بك للإيقاع بك، فعليك أن تقرأ له حسابا وتعدّ مسالك متعدّدة لرحلتك تختار أنسبها أثناء المسير. قد تلائم هذه الفلسفة البنيوية قائدا

حارس المكتبة

Image
الأ مينة والحارس لم تختر عفاف مهنتها كأمينة للمكتبة العمومية بمسقط رأسها، ولكنّ الحاسوب المتحكّم في نظام التوجيه الجامعي هو الذي ش اء لها أن تدرس علم المكتبات. وبعد التخرّج فرضت عليها أسرتها العمل بقريتها الواقعة في غرب شمال تونس. هكذا، وجدت عفاف نفسها في هذه المهنة رغم إرادتها وهي التي كم تمنّت أن تعمل مضيّفة طيران تقضي حياتها معلّقة في الجوّ تتنقّل بين مدن العالم وتتعرّف على الأثرياء ونجوم الفن الذين يسافرون بالطائرة، عسى السعد يسعفها بالزّواج من أحدهم. ورغم تبخّر حلمها ظلّت نافرة من هذه المهنة التي لا تليق، في نظرها، لا بجمالها ولا بطموحها. يثير حنقها بعض زملائها الذين يردّدون كلاما "غبيّا" عن نبل هذه المهنة وسحرها. فهي تكره الكتب ورائحتها ولا تطيق الاختلاط بالقرّاء في قاعة المطالعة . حال وصولها إلى مركز عملها، تنزوي عفاف بمكتبها الذي علّقت على بابه صفيحة معدنية لمّاعة تحمل عبارة "مديرة المكتبة" بدلا عن صفيحة "أمينة المكتبة" البلاستيكية البالية التي أرسلتها الإدارة، ثمّ أضافت معلّقة أخرى تحمل عبارة "ممنوع الدّخول دون