Articles

Affichage des articles du septembre, 2013

الحبس في غرفة القبو

Image
قصّة للكبار الذين لا يزال الط فل حيّا فيهم... طلّقت "ماما" "بابا" لأسباب عجزت عن إقناعنا بها أنا وأختي حتى قالت لنا ذات يوم "ستفهمان ماما ذات يوم عندما تكبران" ثمّ تزوّجت رجلا محبّا للثقافة والفن. ومنذ البداية أبدى زوجها هذا حرصا كبيرا على اصطحابنا إلى المتاحف والمواقع الأثرية والعروض الفنية والمهرجانات. وقد نجح بإصراره على ذلك في استمالتنا وحيازة صداقتنا، دون أن يصل بنا الأمر حدّ محبّته، لأنّه ظلّ ذلك الرّجل البرّاني الذي افتكّ مكان أبي في الأسرة ، مثلما كانت عمّتي تذكره بحقد . هذا بالإضافة إلى أنّه كان يبدو لنا رجلا مبالغا في الجدّية. فلا شيء في نظره مجاني أو اعتباطي. تراه طوال الوقت يردّد أنّه على كل شخص أن يتحمّل مسؤولية أقواله وأفعاله. إذ لا يمكنك مثلا أن تطلب قهوة بالحليب ثمّ تغيّر رأيك لتطلب حليبا فقط بعد أن تكون ماما قد سكبت القهوة في كأسك. وليس من حقّك أن تفتح باب الثلاّجة بدافع الفضول كلّما دخلت المطبخ. وهو لا يحبّ أن يسأل عمّن كان يحادثه في الهاتف. يسهب في تفسير كل شيء حتّى ينفخ رأسينا أنا وأختي بمواعظه وتفاسيره العلمية عن التغذية السل

ثنائية الصومعة والبئر في مملكة آل سعود

يرتبط ذكر دول الخليج العربي في الذهن آليا بالنفط، لارتباط اقتصادياتها كلّيا بالذّهب الأسود. لكنّ مملكة آل سعود تشكّل في الحقيقة استثناء لأنّه لئن كان صحيحا أنّ ذكرها يرتبط بالنفط إلاّ أنّه يرتبط أيضا وبنفس القدر، إن لم يكن بقدر أكبر، بالحرمين الشريفين. فمكّة والمدينة والإسلام ليست فقط ركائز للوزن الحضاري للمملكة وإنّما عليها أيضا تتأسّس المكانة الدّولية للمملكة ونفوذها الإقليمي والعالمي. وللبقاع المقدّسة وما يرتبط بها من مناسك العمرة والحجّ وزن اقتصادي هام، لا بالنسبة للمملكة السعودية حيث لا يمثّل شيئا يذكر مقارنة بعائدات النفط، ولكن بالنسبة لعدد كبير من المسلمين في العالم.  صحيح أنّ الوزن الاقتصادي لمداخيل العمرة والحج أقل بكثير ممّا يدرّه النّفط، حيث نسجّل 11.5 مليار دولار كلّ سنة (9 مليار دولار للعمرة و2.5 مليار دولار للحج) مقابل ما بين 184 مليار دولار في 2010  و289 مليار دولار في 2011 كمداخيل من النفط، أي أنّ حجم البترول في الاقتصاد السعودي يمثل ما بين 16 إلى 25 مرّة حجم عائدات العمرة والحج. لكنّ هذه المداخيل كمبلغ لذاته دون مقارنته بالريع النفطي تبقى رقما ليس بالهيّن. فا

ديقاج

كلّ ليلة ومباشرة بعد الإفطار، يرتفع صوت "مرزق" الطّفل المدلّل للحي مناديا "يا عزييوووز". ويظل يكرّرها بإصرار حتّى يلتحق به عزيز وبقية الأولاد لتنطلق "تكويرة" رمضان في البطحاء متّخذين من الأبواب الحديدية للحوانيت المقفلة مرميين، بحيث تكون قرقعة الحديد عند ارتطام الكرة بها دليل إثبات الهدف من عدمه.... وبدل أن أنهر مرزق ورفاقه لكفّ ضجيجهم كما يفعل كثير من الجيران الحريصين على متابعة تفاهات التلفزيون من كاميرا خفية ومسلسلات رمضانية في شققهم ذات النوافذ المشرعة طلبا لقدر من الهواء، أفضّل أن أتسلّى بمتابعة المقابلة من نافذتي بالطابق الثالث في انتظار نشرة أنباء الثامنة. لا وقت محدّد للمقابلة، فهي تنتهي عندما يعلن أحد الفريقين انسحابه. للملعب شكل خريطة فلسطين، ترسم حدوده زوايا الحوانيت وبركة الماء الآسنة في موقع البحر الميت من الخريطة والشجرة المظلّلة لكشك "14 جانفي" المنتصب في قلب البطحاء من جهة القدس والسيّارات المتناثرة في غير نظام كالمستوطنات، بحيث لا وجود لخطوط تماس ولا زوايا ولا شيء من هندسة الملاعب. يجري اللاعبون حيثما تجري الكرة، فينطّو