Articles

Affichage des articles du janvier, 2015

الشهداء في سوق المزاد

في كل مناسبة وطنية، تنشط بورصة شهداء الثورة وجرحاها ويرتفع المزاد السياسي والحزبي والجهوي والمادّي فيخرج علينا أقارب الشهداء ملوّحين بصور أبنائهم الذين نالهم شرف الاستشهاد متنافسين في تضخيم حجم هذه الصور حتى أفقدت أبناءهم وجههم الإنساني وحوّلتهم إلى غيلان وتنانين مخيفة تهدّد بابتلاع الجميع... يُدْفًعُ بأقارب الشهداء وأغلبهم من المواطنين الفقراء إلى الصفوف الأولى من المزاد ليردّدوا في مشهد مذل: "نحن لا نطالب بشيء سوى حق أبناءنا"، ولكن لا أحد منهم يقول لنا ما هو حق أبناءهم بالضبط؟ بينما يتكفّل من وضعهم في ذلك الموقع بالمزاد السياسي ويصمّ أذاننا بلغة خشبية عن هذا الملف الحارق وعن قداسة دم الشهداء ويذرّ على كلامه توابل من معاناة أهل الشهيد لترفيع المزاد. ولنقلها صريحة وواضحة: "الشهادة ليست ريعا أو وقفا (حْبُسْ) حتى تتمّ المطالبة بمرددودها بهذا الشكل الرّخيص. وقد جرّب التونسيون ثقافة الريع الاستشهادي من نوع مقايضة الشهادة برخصة "قمرق دخّان" و"رخصة بيع الشراب" و"رخصة اللوّاج"، إلخ. من استشار الشهيد في المزايدة بدمه؟ من يملك

Je suis Charlie, je suis Chaplin

Image
لمّا لعلع الرّصاص فجأة مع الساعة الثالثة أو يزيد وأطلقت قنابل الغاز فحيحها لتغمر الجوّ بدخانها الأبيض الكثيف والمسيل للدّموع، جرى المتظاهرون بشارع بورقيبة في كل الاتجاهات لا وجهة محدّدة لهم... كان الجميع يجري بسرعة جنونية كما لو أنّهم في شريط من أشرطة شارلي شابلن... وكان ما بقي مفتوحا من المتاجر يصدّ اللائذين به فينزل الأبواب المعدنية اللولبية في عنف محدثا قرقعة تؤجّج الخوف وتبثّ الرّعب. كان الناس يهربون إلى مرابض السيارات وإلى مداخل العمارات. وكما لو كنّا قد ضربنا لبعضنا موعدا هناك، التقينا في الطابق الأوّل من 22 مكرّر نهج القاهرة... كان لابدّ من تعميد ذلك العنوان المناضل بعبق الثورة، ذلك العنوان الذي طالما ناله شرف مراقبة البوليس السياسي...  أتحدّث عن مقرّ الجامعة التونسية لنوادي السينما التي كانت قد اختارت خندقها من زمان، وقطعت على نفسها عهدا منذ ولادتها بأن لا تتذوّق فنّا يدير ظهره للوطن ولكادحيه... كيف التقينا هناك؟؟ وما الذي جمّعنا؟؟ بعضنا لجأ هناك كمن يحتمي ببيته مصطحبا أصدقاءه، والبعض الآخر رآنا نلجأ هناك فاطمأنّ لمظهرنا وتبعنا كمن يلجأ إلى مسجد أو سفارة... في بهو الط