Articles

Affichage des articles du août, 2015

مرض اسمه: التونيزيت

عليك ألاّ تبتعد كثيرا عن مدينة تونس، وإلاّ أنكرتك ولفظتك إذا عدت إليها بعد طول غياب... حصل لي هذا معها في نهايات القرن الماضي لما عدت إليها بعد غيبة سبع سنوات فوجدت نفسي غريبا فيها وعن الوجوه التي تؤثّث فضاءاتها... تذلّلت حتى رقّ لي قلب حاسدي، وغفرت لي تونس جفوتي، ففتحت لي أحضانها من جديد كأمّ سامحت ابنها الضال... ولكنّني كرّرت فعلتي ثانية وهجرتها مجدّدا، وقد لا تغفر لي هذه المرّة... أتلصّص على أخبارها عبر موجات الإذاعات التي تكاثرت وتوالدت كالخلايا السرطانية، عساني أقتنص لقاء أدبيا أو سهرة لمهرجان تغريني بالخروج إليها، فلا أظفر باسم شاعر أو موسيقي أو مسرحي ممّن ألفتهم. من يكون هذا الكافون والبلطي؟؟ هل شجّعنا هذه التعبيرات الهامشية كي تأخذ مكان الفن الراقي وتتصدّر المشهد؟ نحن فقط نشجّع كافون حتى ننقذه ممّا كان ولا يزال فيه وكي يساعد في إنقاذ أمثاله، أمّا أن يتحوّل إلى أيقونة فنية ونجم النجوم المبجّل ليعتلي ركح قرطاج، فهذا من علامات حلول ساعة الفنّ في تونس التي صارت سنية مبارك تقرّر سياستها الثقافية... لهذا وغيره، ها نحن نرى شاعرا كعزّوز الجملي يختار الرّحيل في صمت وكمد، وقبله فعل