Articles

Affichage des articles du septembre, 2015

كرسي التدليك

Image
لست أعرف إن كانت إدارة الكلّية قد أحسنت صنعا بتوفير ذلك الكرسي في استراحة الأساتذة أم العكس. فقد سرى خبره منذ اليوم الأوّل لاقتناءه، وصار حديث الجميع في الكلية. كلّ من يجرّبه يصير يلهج بذكره أينما حلّ، وهو ما جعل الأساتذة والموظّفين يتقاطرون على فضاء الاستراحة لتجربته. عرفتُ أنواعا كثيرة من الكراسي مثل كرسي طبيب الأسنان وكرسي الحلاّق وكرسي الاعتراف وكرسي الاسترخاء الشاطئي، الخ. وأدرك أنّه لا جدوى من محاولة تعداد جميع أنواع الكراسي ووظائفها لأنّها عديدة ولا حصر لها. ولكنّني أعترف أنّ كرسي التدليك الكهربائي مثّل اكتشافا بالنّسبة لي. وهو للحقيقة أعجوبة تكنولوجية. يجلس الواحد على هذا الكرسي/الأريكة ويشدّ معصميه بحزام ويدسّ ساقيه في تجويف رخْوٍ سرعان ما يمتلأ بالهواء فينغلق على الساقين حدّ الركبتين. ومن خلال لوحة إلكترونية مثبتة بجانب اليد اليمنى، يستطيع المستخدم تعديل الجلسة وبرمجة مدّة التدليك وتضبيط نسقه وقوّته ونوع الموسيقى المرافقة. وبمجرّد الضغط على الزر الأخضر تنطلق كريات عديدة مثبتة تحت الغلاف الجلدي للكرسي الأريكة في الدوران والحركة في اتجاهات مدروسة تحاكي تضاريس الجسد وخارطة عض

عن المدرسة، مجرّد أفكار لا غير

اعتمدت وزارة التربية في ثمانينات القرن الماضي تصميما هندسيا نموذجيا لتشييد العديد من المعاهد الثانوية في البلاد، فظهرت في كثير من المدن معاهد متشابهة تجعل زائرها يستطيع التعرّف على مكتب الناظر أو على "صال ديس" وهو مغمض العينين. وقد دفع الوزارة إلى هذا الخيار حرصها على التحكّم في الكلفة. ولكنّها تلافت ذلك في السنوات اللاحقة وصارت تسعى إلى التنويع من خلال تكييف المبنى مع خصوصيات بيئته المناخية والتراثية والاجتماعية والاقتصادية. شخصيا، لا أستطيع الجزم أيّ النموذجين أفضل. من السهل القول أنّ في اعتماد التصميم الموحّد طمس للخصوصيات والتنوّع وتعليب للحياة على طريقة الأنظمة التوتاليتارية. ولكن كيف يرفض البعض هذا في المباني ويقبلونه عندما يتعلّق الأمر باعتماد الزي الموحّد بداعي أنّ من فضائله طمس الفوارق الاجتماعية بين التلاميذ والتقريب بينهم والقضاء على عقد النقص أو التعالي؟ أخلص من هذا إلى أنّ التعامل مع الشأن التربوي، من البرمجة والتخطيط إلى التدريس، أمر بالغ الحساسية والتعقيد. وتمثّل المباني والأفضية إحدى أهمّ النقاط حساسية. شخصيا درست في مدرسة إعدادية بنايتها عبا