Articles

Affichage des articles du juillet, 2016

صدفة

اصطدمت به صدفة في الشارع الرّئيسي. تعمّدت النزول إلى العاصمة باكرا لاقتناء "ماكينة السعادة" و"السيدة الرئيسة" و"باغندا" قبل أن يصحو السكّيرون من نومهم وينتشروا في المدينة متحيّلين على أمثالي من الطيّبين لتصيّد ما تيسّر من القوارير. كنت على شبه يقين بعدم ملاقاة أي من تلك الوجوه التي كم نفّرتني من العاصمة ومقاهيها. ولكنّني لم أحسب له حسابا. في الممشى العريض الذي يتوسّط الشارع أقيم معرض عن حقوق الإنسان تضمّن معلّقات مناهضة للتعذيب ومدافعة عن الحق في الشغل والبيئة النظيفة والصحّة... قلت أستطلع ما في المعلّقات وأقرأ الوجوه وما تحمله من تعبيرات في انتظار أن تفتح مكتبة الكتاب. كانت المعلّقات محمولة على سيقان خشبيّة مثبّتة في أحواض ترابية بها أزهار ذابلة غمرتها أعقاب السجائر. وكان هو يقف أمامي يقرأ ما في المعلّقات ويتمتم بما يشبه السباب ثمّ يبصق في أحواض الزهور ويحرّك رأسه تعجّبا واستنكارا. أجبرتني رائحة الكحول العطنة التي تفوح منه على الابتعاد عنه قليلا وأنا أتأمّله من خلف: شعره الأشعث المتلبّد، بنطاله الفضفاض النازل تحت خصره، قميصه الوسخ بخطوط ال

سوق "شاربان" الأسبوعي ومنتزه "رأس الذّهب" Le Marché des Charpennes et le Parc de la tête d'or

جمعتني دردشة فايسبوكية مع الصديق عزالدين البوغانمي المقيم بفرنسا... كان هو على متن قطار يدخل مدينة ليون قادما إليها من سانت-إتيان. وكنت أنا على الطرف الآخر منزويا على كرسي ثابت بمقهى في مسقط... لمّا علم بوالعز أنّني عشت في ليون سبع سنين راح يلتقط صورا للمدينة من نافذة القطار ويحوّلها فوريّا إليّ... أجّج فيّ الحنين إلى جزء من حياتي كنت أحتفظ به في زاوية من الذاكرة العميقة مؤجّلا دوما الرّجوع إليه لترتيبه ونفض الغبار عنه. ولكنّ صورة القطار وهو يمرّ أمام بوّابة منتزه "رأس الذهب" جعلت الذكرى تفيض فجأة في الرّأس حارقة ولكن عبقة برائحة زكية كركوة قهوى تركية... سوق شاربان الأسبوعي Le Marché des Charpennes فيلّوربان، ليون، فرنسا... صباح أحد شتائي من سنة 1997... أتمطّى في فراشي بجانب النافذة المطلّة على الساحة المعشّبة. ومن مكاني في الطابق السادس عشر، ألقي نظرة لأستطلع حركة الشارع... الأرض مغلّفة ببساط غير سميك من الثلج الذي لا يزال يتساقط في مهل نتفا قطنيّة تكلّل رؤوس الأشجار وتغطّي السيّارت الراسية في المواقف. الممرّضة العانس الجزائرية، كعادتها كلّ صباح بعد عودتها من دو