Articles

Affichage des articles du octobre, 2016

جاكلين

في قريتنا جاكلينتان: الأتان جاكلين وزوجة ثامر ولد بن بشير الشقراء ال هولندية جاكلين...   تلك الظهيرة، كنّا كعادتنا منذ عشرات السنين منصرفين إلى مراقبة انصرام الوقت في صمت نتصيّد خدشا يمزّق زرقة السماء ونتأمّل صلف الشمس ووقاحة الريح الرملية. كبارنا يتجمّعون في ظلّ زاوية سيدي مسكين الرّابضة فوق تلّة القرية المشرفة على الطريق الصحراوي... نفر قليل منهم نائم على الرّمل، وأكثرهم مقرفصون وهم متلفّعون بعمائمهم البيضاء التي لا تكشف إلاّ عن عيونهم، يلعبون الخربقة ويطردون بين الحين والآخر الماعز اللائذ بظل الجدار... نعش الأموات الخشبي المتآكل يترنّح في مكانه محدثا صريرا رتيبا ويكاد يسقط متفكّكا. أمّا الشباب، فمتحلّقون غرب الزّاوية في حانوت "بن بشير" حول سعد الذي جاءنا في إجازة من عمله كساعي بريد في المدينة. كان سعد يرينا بفخر صوره وهو يرتدي زي حكم رياضي في كرة القدم ماسكا صفّارته تارة، ورافعا ورقة حمراء في وجه لاعب يتوسّل إليه طورا. وكان بعضنا منشغلا عن بطولات سعد بالتهامس في شؤون الجسد. قال الدرّاجي متحدّيا سعد: "سأسلّمك رسالة كتبتها إلى اللّه، أريدك أن تضعها في صندو

الباركينغ

تعوّد النّاس على رؤيته هناك في البطحاء الفسيحة طوال الوقت، غاديا رائحا، مطأطأ الرّأس ككلب يتشمّم الأرض بحثا عن شيء مفقود... وبين الفينة والأخرى كان يقرفص أو يتمدّد على الأرض مغمضا عينيه. ولا يتردّد في التبوّل أو التغوّط كلّما شعر بالحاجة إلى ذلك ولكنّه يفعل ذلك دائما في نفس المكان. ولم يكن أحد من المتردّدين على المكان يوليه اهتماما. كان بالنسبة للجميع معتوها أو بوهيميا مشرّدا يحسن تجنّبه وتركه لحاله. يومها تأخّر في الاستيقاظ وظلّ متكوّرا حول جسده كالكلب في مكان نومه المعتاد، متلذّذا بأشعّة الشمس التي ما إن أشرقت حتّى أنعشته بدفئها. ولم ينتبه إلى حلول "بوراس" و"الرّوج" بالبطحاء وشروعهما في تنفيذ فكرتهما. كانا على خلاف الجميع يعرفانه جيّدا، ويكنّان له كلّ التقدير والاحترام. ولم يكن باستطاعتهما أن يمرّا إلى التنفيذ دون عرض الفكرة عليه. ولم يكن يراودهما أدنى شك في أنّه سيرحّب بها ويثني على مبادرتهما. لكنّهما صدما به يقابل اقتراحهما بصمت طال أكثر من اللازم ثمّ يطلب منهما المغادرة فورا، وهو يرافقهما بنظرة ازدراء قبل أن يبصق خلفهما. اعتبر "بوراس" و&