Articles

Affichage des articles du novembre, 2014

دار الكاتب

تستيقظ في زاوية ما من الذاكرة الوديعة الساكنة ودون سبب ظاهر ولا استدعاء أو نبش في خباياها، تستيقظ مناخات دار الكاتب بنهج شارل ديغول وأجواءها. فتبدو لي تلك الفترة كما لو أنّها مجرّد حلم، لا لكونها فترة حلوة وزاهية، ولكن لأنّ كل ما فيها يشبه الحلم... لا أستطيع استحضارها بكامل تفاصيلها، ولا أظفر منها بأكثر من نتف وشذارات متناثرة. وهي إلى ذلك صور غائمة بدخان السجائر والضوء الخافت والضوضاء كما لو كانت صورا لحان نواسي في دولة بني العبّاس. شخصيات غريبة وطريفة في غالبها، منها المبدع الحقيقي ومنها المجنون وكذلك المتشاعر، وهناك المتزلّفون والقوّادون والعتّالون والجزّارون والنقابيون والمثليون والأشاعبة... درج معتّم يصعد بك إلى ردهة المتر المربّع في الطّابق الأوّل حيث يستوقفك باب صقيل ثبّت عليه جرس وكوّة صغيرة كفتحة الزنزانة يطلّ من وراءها النوادل أو القائم على المحل.  اختلفت الآراء عند افتتاح الدّار وتوزّعت المواقف بين من اعتبرها شركا نصبته السلطة السياسية للمبدعين حتّى تعزلهم عن عمقهم الاجتماعي الذي منه يستلهمون إبداعهم، ومن دافع عنها بوصفها مكسبا يوفّر فضاء للنقاش وتلاقح القرائح بع