Articles

Affichage des articles du mars, 2012

موقعة العلم، وولادة بطلة

Image
يحصل أن تتّفق جماعة بشرية (شعب أو قبيلة أو فئة عمرية كالشباب مثلا أو مهنية كالعمّال مثلا أو جمهور فريق رياضي، الخ.) على هدف تتمنّى تحقيقه ولكنّها تظل عاجزة على ذلك، سواء حاولت أم لم تحاول، حتّى يأتي شخص يتصدّى للمهمّة بشجاعة متحمّلا عبء الجماعة بمفرده ومعرّضا نفسه للخطر. ولمّا يحقّق ما كان في عيون الجماعة صعب المنال، يحوز إكبارها ويغدو في نظرها رمزا يجسّد قيم الشجاعة والتضحية والنجاح. هكذا يولد البطل بعفوية وإجماع تعجز على تحقيقه المفاوضات والتوافقات بل والانتخابات. بعد ذلك يأتي دور الإعلام الذّي يتولّى إشهار ذلك الفعل اللافت مضاعفا من وزنه الرّمزي كلّما انتشر أكثر. ينطبق هذا التوصيف على ما قامت به خولة الرّشيدي طالبة قسم الفرنسية بكلية آداب منّوبة في ما صار يعرف بواقعة العلم التونسي. نقول هذا لأنّ حركة خولة غير المحسوبة (وفي ذلك قوّة شحنتها الرّمزية) جاءت لتصالح الطالب التونسي مع نفسه وتعيد إليه ثقته بنفسه واعتزازه بصفته كطالب وهو الذي وجد نفسه في مأزق، مسحوقا كالحشرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر عندما اندلعت أزمة النقاب بالجامعة التونسية. فمن كان يجرؤ على المساس ب"سادة" الجا

محمد عبد اللاّوي، المفرد المتعدّد

Image
سئل غسان كنفاني مرة عن سبب قيادته السيارة في قلب بيروت بسرعة جنونية كما لو كان هاربا من مطاردة، فأجاب لاشيء ورائي ولكن أمامي عمر أريد اللحاق به . أمّا محمد عبد اللاوي الذي ل ا سيارة له، فقد كان يقود حياته بسرعة صاروخية. مضطرم بالأحلام ومزدحم بالمشاريع، كلما التقيته وجدته مستعجلا. فهو على سفر دائم، يكره السكينة والعادية وينتشي بالمفاجئ والخارق. يهرب من السهولة ويبهج للصعب. ما إن يربح تحديا حتى يرحل باحثا عن آخر. يفاجئك حيث لا تنتظره ويراوغك كلما ظننت أنك روّضته. قال لي مرة في ما يشبه الاعتذار عن تقصير لم يرتكبه "لا تلمني فأنت تعرف كم أنا مولع بتخييب الظنّ فِيّ ". سألته مرة كيف سبقني إلى المقهى في قلب تونس وأنا الذي تركته منذ دقائق في الكرم، فأطلق ضحكته الساخرة السافرة ورد:" لدي نسخ مني منتشرة في المدينة، هاهاها أنا سلطان المدينة". كأنما كان يعيش عدة حيوات في نفس اللحظة. وبالفعل، كان محمد عبد اللاوي متعددا في واحد فهو المكتبي والإسكافي والقصاص والنقابي وممثل مكتبيي تونس في الاتحاد العربي للمكتبات والكاتب العام للجمعية التونسية للمكتبيين والموثقين والناشط السياسي