Articles

Affichage des articles du septembre, 2021

صلاح الدّيـــــن

إذا كان لابدّ من اختصار صلاح الدين في صفة واحدة لا غير، فستكون أنسب صفاته العجول. فهو لم ينتظر شهره التاسع كي يخرج من بطن أمّه. ولم يستغرق وقتا طويلا كي يكشف لوالديه زيف أملهما فيه كابن بكر. فوفّر عليهما تعب الانتظار ومشقّة الإنفاق على دراسته، رغم أنّه لم يكن للأسرة من أمل سواه في دفع الخصاصة عنها. لم يفقد والداه الأمل فيه رغم انقطاعه المبكّر عن الدراسة لأنّ الأمر لم يكن في نظرهما مرتبطا ضرورة بالنجاح الدراسي والحصول على شهادة. لم يمنعه الفقر وسوء التغذية من أن يكون فارع القوام، قويّ البنية، وسيم المحيّى. كان والده يحدّث زوجته في خلواتهما عن أمله في أن يرى ابنه ذات يوم رياضيا أو ممثّلا مشهورا، أو ربّما فنّانا شعبيا محبوبا من الجماهير، وعن يقينه بأنّ ذلك سيجعل منه شخصا ثريا وذا جاه... كان يؤكّد لزوجته أنّ أغلب الرياضيين المتفوّقين في العالم ينحدرون من أوساط شعبية وكذلك شأن الكثير من الفنّانين. وكانت أمّ صلاح الدين تتنهّد كلّما طوّح زوجها بخيالها وتغمض عينيها وهي تبتسم لترى ابنها فوق منصّات التتويج والميداليات تحلّي عنقه أو وهو يلوّح بالميكروفون راقصا على طريقة الفنّانين ال