Articles

Affichage des articles du mai, 2014

حساب قديم

نزلت بالمطار عائدا ككلّ صيف من بلاد الغربة، وأخذت مكاني في الطّابور أنتظر ختم الجواز من شرطة الحدود. قبلي بشخصين أو ثلاث، وقف أمام العون شيخ لقي حفاوة خاصّة. سمعت العون يقدّم نفسه للشيخ بوصفه أحد تلاميذه أيّام كان أستاذا بمعهد قريته، وسمعت الشيخ يقول للعون أنّه عائد لتوّه من الأراضي المقدّسة حيث أتمّ العمرة... وكان ذلك كافيا لأتعرّف على العون التلميذ وعلى الشيخ أستاذه. طلب العون من زميل له أن يعوّضه حتى يرافق الشيخ أستاذه ويسهّل عليه إتمام إجراءات الدّخول. وبقيت أنتظر دوري في الطّابور، واليقين ينهشني بأنّ الأقدار هيّأت لي فرصة تصفية حساب قديم... سأكون غبيا وجبانا لو فوّتت هذه الفرصة. فمثلها لا يتاح إلاّ مرّة واحدة في العمر.. لم أكن أعرف بالضبط ما الذي سأفعله وسأقوله عندما ألحق بهما. كلّ ما كنت أعرفه بيقين حدسي هو أنني سأتحدّث إليهما، وخصوصا إلى الشيخ الأستاذ المعتمر... باختصار شديد، كان العون زميلا لي أيّام الدّراسة الثانوية، وقد فصلت من الدراسة بالمعهد بسبب احتجاجي على محاباة ذلك الأستاذ له. كنت رفضت أن يمنحه الأستاذ نقاطا إضافية لمجرّد أنّه أخ فلان. فاستشاط الأستاذ غضبا وه

"لماذا نقرأ الأدب؟"

Image
مقتطفات مقتبسة بتصرّف من نص ل ماريو بيدرو فارغاس ليوسا ترجمة: راضي الشمري، مراجعة: فيصل الحبيني منشور على موقع تكوين http://www.takweeen.com/?p=5870 يعرض الأديب البيروفي الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 2010، جملة من النقاط التي تجعل من قراءة الأدب ضرورة حيوية في المجتمع المعاصر، نوجزها في ما يلي:   1.    الحجّة الأولى: الأدب يقاوم عزلة التخصص وتفتيت المعرفة ويقرّب البشر من بعضهم: أدّى التطوّر الهائل للعلوم والتكنولوجيا إلى تخصّص المعرفة وتقسيمها إلى وحدات صغيرة . ونتج عن ذلك لغة دقيقة ورموز تزداد غموضا كل مرة. وصارت المعلومة أكثر انفرادية وتشتتًا. وهذا يؤدّي إلى نقص في الفهم الاجتماعي، وإلى تقسيم البشر إلى غيتوات ghettos من التقنيين والأخصائيين.  يحذرنا المثل القديم: "تذكّر دائما أنّ الغصن أو الورقة جزء من شجرة، وأنّ الشجرة جزء من غابة". ذلك أنّ الوعي بوجود الغابة يخلق شعورًا بالجماعة، شعورا بالانتماء يربط المجتمع ببعضه ويمنع تفككه إلى عدد لايحصى من الأجزاء بسبب هوس الخصوصية والانغلاق على الذات. هوس الأمم والأشخاص بأنفسهم لم يخلق إلا الارتياب