Articles

Affichage des articles du mai, 2015

عن الكتب

Image
عن الكتب (1) في ثمانينات القرن الماضي، كان الشباب في الجامعة يستدرجون الفتيات ويوقعونهنّ في شراك حبّهم بالكتب... كتب حنّا مينا ونيكوس كازانتزاكيس والطيب صالح وغابريال غارسيا ماركيز وباولو كويلهو... كانت رواية زوربا لليوناني نيكوس كازانتزاكيس العنوان الذي لا تصمد أمامه فتاة، ما إن تقرأه حتى تقابلك من الغد وكأنّك زورباها، ذلك الرجل الأميّ الذي لا مدرسة له سوى الحياة بما فيها من تجارب وتنوّع وثراء . ذلك الشيخ المحب للحياة الذي لقّن "باسيل" المثقف وصاحب المال الكثير ما ل م يجده في الكتب عن الحياة وعن فن عيشها. ماإن تفتح المسكينة الرواية حتى تغرق فيها "تقلب صفحة تغرق في الأخرى" فتأتيك من الغد بعينين متورّمتين من السهاد وتجدها طرية منبهرة مخطوفة العقل وشاردة الذهن وسارحة الخيال، ويكون معناه أنّ الثمرة نضجت وصارت صالحة للقطاف... تجد الشباب يتخاطفون النسخة من صاحبها ويسجّلون أسماءهم على طوابير الانتظار ريثما يأتي دورهم لاستعارة الصنّارة... ولنفس السبب يغامر الواحد منهم بسرقة الكتب من مكتبات "بهجة المعرفة" و"الكتاب" ومن معرض تونس الدولي للكتاب وي

"الطلياني" منّوبي

منّوبة قرية ساحرة بكل المقاييس... سكنها بايات تونس وأعيان الدّولة الحسينية وشيّدوا فيها القصور العديدة لما تمتاز به من نقاوة الهواء ولطف المناخ. تحتضنها جنان ومزارع و"فيرمات" تجود بالخوخ والبرتقال والتوت والعنب وجميع أنواع الخضر وفيها حقول قمح مترامية الأطراف ... كما تعرف منّوبة بمؤسّساتها الصحية والإصلاحية والاجتماعية (رعاية المسنين، المتخلّفون ذهنيا، المعوقون بدنيا، رعاية الأحداث المنحرفين، سجن النساء، مستشفى الأمراض العقلية، معهد القصاب لجبر الكسور والعظام)... تتجوّل في شوارعها فتجدها هادئة ومؤنسة، وتعترضك وجوه وطنية بارزة لفنّانين ومثقّفين وجامعيين وسياسيين ممّن يقيمون بها. ولكنّ أكثر عابريها لا ينتبهون إلى خصوصيّتها، ففي مقاهيها وساحاتها يوجد كثيرون ممّن أنهكت الحياة عقولهم أو أجسادهم. مسنّون كثر يغادرون مقرّ جمعية رعاية المسنّين ليجلسوا على الكراسي العمومية تحت كالاتوسات الشارع يتفرّجون في صمت على الغادي والقادم وكلّ أملهم أن يشاركهم الكرسي شخص ما ليبادلوه الحديث ويكسروا حاجز الوحدة القاتلة. كلّ منهم منجم من الحكايات والتجارب والمعاناة التي لو عرفنا كيف نبني ج