Articles

Affichage des articles du août, 2020

بروفــــة

على غير عادتي، أفقت اليوم ليس بسبب التعرّق والرغبة في إفراغ مثانتي بل بسبب حلم غريب... لم يمهلني حلمي كي أحرّك أصابعي منتظرا أن تستفيق وتدبّ فيها الحياة. حاولت النهوض مستندا على كفّ يدي فوجدته كالخشبة ليس قطعة من جسدي... لم يكن كابوسا مرعبا من نوع المطاردات والمحاصرات والاختناقات... علي أن أعترف أنّنا ما كنّا صديقين مقرّبين في حياته. معرفتنا لا تتجاوز تبادل التحايا كلّما تقابلنا. لم أكن أسعى إلى التقرّب منه والتودّد إليه رغم كوني من أشد المعجبين بنصوصه. وكان لديّ يقين بأنّه يدرك ذلك ويقدرّه. ذلك كان يكفيني لأعتبر علاقتي به مميّزة. ولكنّه ليس سببا كافيا كي يزورني في الحلم بعد أربع سنوات من وفاته. رأيته جالسا في الصف الأمامي من كراسي قاعة عروض ابن رشيق. القاعة فارغة تماما ومظلمة. بدا كمخرج يدير بروفة مسرحية. أمام وجهه كان يتدلّى من السقف العالي مايكروفون كحبل مشنقة... ساق على ساق وهو صامت ينفث دخان سيجارته، دخانا أسود كذاك الذي تنفثه المصانع والشاحنات الهرمة... أين كنت أنا؟ لعلّي كنت أجمع بقايا ديكور وأكسسوارات فوق الرّكــح. للحظــة، تقاطعت نظراتنا في الظلام، بدونا لبعض كقطّين متحفّزين