Articles

Affichage des articles du décembre, 2012

سهريّة راس العام

على ذكر راس العام وسهرية الريفايون، نعقل عليها توّة سنين وانا نخدم أمين مكتبة مشرّد ما عنديش كراء، نرقد بالسّرقة في المكتبة (مقر العمل) جرّايتي جرائد وبطّانيتي جرائد، جاني زميل حبيّب يعرف ظروفي وسخّفتو كيفاش باش نعدّي راس العام في هاك الميزيرية، قالّي: "مانيش مروّح للوسلاتية باش نعدّي راس العام في العاصمة، هاو عندي ولد بلادي بوليس نسالو 30 دينار، راهو كلّمني باش نتعدّالو للمركز ناخذ فلوسي، وانا مستدعيك على دبّوزة وصحن في "الرّوا دي سبانيو" ودار الخلاء تبيع اللفت، لا كوّن في جدّ أمّها". هيّا حرّرنا الوقت بكابوسانات في ستوديو 38، منهاشي مع الثمانية ونص قصدنا ربّي للرّاجل يخدم بارمانونس في مركز شارع الجمهورية... لقيناه وحدو في صالة كبيرة وباردة، ضوّها ضعيف، قاعد وراء كونتوار عالي متاع سيمان، مفحّج رجليه على ريشو تريسيتي بالرّيزيزتونس... الحقيقة متاع ربّي الرّاجل فرح بينا هذاكة حدّو، جابلنا قهاوي وقاللنا "عندكمشي شكون في الخارج تحبّوا تقولولو "بون آنّي" هاوكة التليفون بلاش" منهاشي مدّ لزميلي قضيتو وطبّس يتفتف في صاشي بلاستيك تحت الكونتوار. خوك

السوكارجية يصرفوا على التوانسة

المعروف في تونس أنّ كلّ حانة تغلق أبوابها ولو بغرض الترميم والإصلاح لا تعود إلى النّشاط بعد ذلك. والمعروف عن رخص البارات (الحانات) منذ عهد بورقيبة أنّها امتياز تهبه السّلطة عن طريق وزير الدّاخلية لمن ترضى عنهم. وفي زمن بن علي كان هذا الأخير ككلّ رئيس عصابة يحترم صفته ومهنته يدير بنفسه توزيع الرّخص على أزلامه وقوّاديه. ومن المتوقّع أن تضيّق حكومة النّهضة أكثر على نشاط البارات بتعليق منح الرّخص الجديدة وبإلهاب النّار في الأسعار والحكم بالغلق على كلّ من يؤتي شبه مخالفة وذلك لأسباب إيديولوجية يعلمها الجميع. طبعا النهضة لا تستطيع بين عشية وضحاها ذبح الدّجاجة التي تبيض لها ذهبا بإغلاق الحنفية التي تنشّط الدّورة الدّموية لميزانية الدّولة. فهي تدرك أنّ السّوكارجية أصحاب فضل كبير في تمويل التعليم والصحة والثقافة وسائر المرافق العمومية الأخرى من خلال ما يضخّونه في ميزانية الدّولة مع كل كأس يشربونها. هذا، دون الحديث عن علاقة النبيذ والبيرّة بالسياحة والتجارة والتشغيل، إلى الحدّ الذي يمكن الحديث معه عن اقتصاديات المشروبات الكحولية. فلو مسّت النّهضة هذا الاقتصاد القائم الذّات، ستكون كذلك ا

الكلفة الحقيقية للإضراب العام

Image
تتداول وسائل الإعلام رقما حول كلفة الإضراب العام على مجمل اقتصاد البلاد يبلغ 700 مليارا من مليماتنا. لكنّ لا أحد تساءل عن مصدر هذا الرّقم أو تفضّل بشرح كيفية احتسابه، إلى أن جمعتني فرصة الاستماع إلى رفيق النضال النقابي سامي العوّادي ،  أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية وهو يبيّن كيف أنّ هذا الرّقم اعتباطي ومضخّم ولا يستند إلى أيّة مقاربة علمية.  فالأمر لا يتطلّب أكثر من عملية حسابية بسيطة تتمثّل في قسمة الناتج الوطني الخام البالغ حسب آخر الإحصائيات الرّسمية 95 مليار دولار على 365 يوما، وهو ما يعطي حاصلا قدره 274 مليارا من المليمات. وهو كما نرى رقم بعيد عن ال700 مليارا المتداولة. ولكنّ هذه ال 274 مليارا نفسها ت حتاج أن ننزل بها أكثر لأنّها مضخّمة بناتج البورصة الذي ي دمج في الناتج الوطني الخام رغم أنّه ناتج افتراضي (و همي) مبني على مضاربات في الأسهم لا علاقة لها بالاقتصاد الفعلي وبخلق الثروة. ويبلغ رقم معاملات البورصة الجملي لسنة 2011 حسب إحصائيات الموقع الرّسمي لبورصة تونس للقيم المنقولة، ما قدره 139 3 مليون دينار، وهو ما يقابل حسب نفس الموقع مبلغا يوميا يقدّر ب7.1 مليارا من م

أبغض الحلال عند الاتحاد الإضراب العام

Image
لأنّ التونسي مسالم بطبعه حتّى غدا محل تندّر لدى بعض أشقائه، فإنّ ما يطغى على أحاديث الناس في علاقة بالإضراب العام الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل يوم الخميس 13 ديسمبر هو السؤال التالي: "هل ثمّة بوادر لانفراج الأزمة؟ هل تحلحل ولو قليلا هذا الوضع الجاثم على صدورهم كالجبل؟" ورغم أنّني مع التمسّك بالإضراب العام ما لم تتبرّأ النهضة من "رابطات حماية الثورة" وما لم تدع هي نفسها إلى حلّها ومحاسبة عناصرها المعتدين على الاتحاد، إلاّ أنّني لا أستطيع تجاهل خوف الناس من الإضراب العام ودعائهم صباحا مساء، إن في السر أو العلن، أن لا يتمّ درءا لما هو أخطر. وهذا في حدّ ذاته محمود لأنّه ينمّ عن سلمية التونسي ولكنّه يصير مرضيا عندما يتحوّل من طبع مسالم إلى روح جبانة تقبل بالخنوع. فمشكل التونسي أنّه يريدها كالعادة خبزة باردة تنزل عليه هديّة من السماء. يبدو التونسي اليوم كطفل ينتظر معجزة (وفي هذا شيء من طبيعة الشخصية التونسية الأصلية)، إذ كلّ ما يعرفه أنّه يريد الأمن والأمان والشغل والتنمية والعدالة والكرامة والحرية. ولكنه لا يقدّم شيئا يذكر مقابل ذلك. فهو لا يتقن الإن

من يوميات الإضراب العام...

الأحد 09 ديسمبر 2012... استجابة لدعوة الجامعة العامّة للتعليم العالي والبحث العلمي منظوريها ومناضليها إلى المشاركة في حراسة مقرّ الاتحاد والمساهمة في ترتيب ات إنجاح الإضراب العام الذي دعا إليه اتحادنا العام التونسي للشغل يوم الخميس 13 ديسمبر 2012، قرّرت الحضور ببطحاء محمّد علي بالعاصمة حيث مقر الاتحاد وذلك طوال عشية يوم الأحد وليلته. لمّا وصلت البطحاء كان عادل بوعلاّق وأعضاء مجموعته الموسيقية يجمعون آلاتهم وقد فرغوا من آداء بعض الأغاني الملتزمة. لكنّ ا لمصدح ظلّ يبث أغان مسجّلة للشيخ إمام. وقفت في رأس النهج، أطلّ على البطحاء قبل أن ألتحق بإحدى الحلقات. كان النقابيون متناثرين في البطحاء مجموعات مجموعات يتناقشون حول غياب مؤشّرات انفراج ل لأزمة ومصرّين على مطلب حل "رابطات حماية الثورة". بعض الوجوه المألوفة صارت عنصرا ثابتا من مكوّنات البطحاء كعامود الكهرباء أو زيتونة الحديقة الصغيرة. فمن لا يعرف الغزال أو الدبك ؟ أذهلتني طلاقة لسان بوّاب الاتحاد في اللغة الفرنسية. وأحسست بحماقتي لأنّني كنت أجهل ثقافة ذلك الشيخ الأدرد إلاّ من سنّ طويلة ظلّت منتصبة وناتئة عن شفتيه

اتحاد حشّاد خط أحمر يا الأولاد

يساري الهوى كنت وسأظل، نقابي النبض، "فضّيّ النّبر" ... مستقل موقفي ورأيي... وها قلبي الموجود على اليسار ورّمه ألما ما حلّ بالتونسيين، ولو أنّهم فعلوها بأيديهم... لكن يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدوّ بعدوّه. كفانا مداعبة للشعب في اتجاه الزغب .   ولأنّني لست سياسيا أروم ترشيح نفسي لانتخابات ما حتى أراعي مشاعر الشعب وأتجنّب استفزازه وأحرص على نفاقه، سأخالف نبض قلبي وأستبدل قولة فرحات حشّاد "أحبّك يا شعب"، بكلام قاله الشابي إلى الشعب في قصيدة "النبي المجهول": ليتَ لي قوَّة َ العواصفِ، يا شعبي فأُلقي إليكَ ثَوْرة َ نفسي! أنتَ روحٌ غَبِيَّة ٌ، تكره النّور، وتقضي الدهور في ليل مَلْس... إنني ذاهبٌ إلى الغابِ، ياشَعْبي لأقضي الحياة َ، وحدي، بيأسي إنني ذاهبٌ إلى الغابِ، علَّي في صميم الغابات أدفنُ بؤسي ثُمَّ أنْسَاكَ ما استطعتُ، فما أنت بأهْلِ لخمرتي ولكَأسي هَكَذا قَال شاعرٌ، فيلسوفٌ، عاشَ في شعبه الغبيِّ بتَعْسِ جَهِلَ الناسُ روحَه، وأغانيها فساموُا شعورَه سومَ بخْسِ في اللحظة الذي أمضى فيها الاتحاد العام التونسي للشغل اتفاقا مع الحكومة يقرّ