Articles

Affichage des articles du janvier, 2019

حتّى لا أنسى

Image
التحقت ببطحاء محمد علي بعد الثامنة صباحا بقليل... مع الثامنة والنصف، بدا الشد والجذب المعتادان بين القوى السياسية لأخذ قصب السبق وتزعّم المسيرة المنتظرة. أطراف تنادي بالتريّث أكثر ريثما يكبر التجمّع وأخرى ترى ضرورة الخروج الفوري بالمسيرة. بعد محاولتين فاشلتين للانطلاق، وجدتني في كوكبة تتقدّم مظاهرة متوسطة العدد تتوجّه نحو نهج روما. في مفترق نهج روما، انقسمنا شقّين: بعضنا ينادي بالانعطاف يسارا باتجاه الباسّاج، للتعبئة في انتظار أن تكبر المظاهرة وبعدها تتوجّه إلى شارع بورقيبة، وبعضنا يرى ضرورة أن تتوجّه رأسا إلى شارع بورقيبة كنت من الشق الأوّل، لكنّ الشق الثاني نجح في جرّنا باتجاه شارع بورقيبة. عند بلوغنا ساحة ابن خلدون، كان هناك صف من وحدات البوليس المدجّجة بكل أنواع العتاد. ولكنّنا فوجئنا بطراوة صفّهم وهشاشة صدّهم. لم نلق منهم أدنى مقاومة ونحن ندفعهم لنشق صفّهم ونمرّ. كانت كلّ مداخل شارع بورقيبة الجانبية مفتوحة وسرعان ما انتشر الخبر، فتقاطرت الجموع من كلّ صوب. سمعنا بعد سقوط بن علي، أنّ محمّد الغرياني الأمين العام للتجمّع، كان قد حشد داخل أسوار دار التجمّع

كيف راوغنا الزمن في غفلة منّا

في مطلع ثمانينات القرن الماضي كنت أحرص على حرث وجهي كلّ صباح بشفرة الحلاقة استكمالا لمقوّمات انتمائي إلى الجامعة... وكان من أكسسوارات ذلك الانتماء جاكيتة العمّال الزرقاء والسيجارة والشال الفلسطيني. ادركت بقايا من خطباء اليسار بعدما اجتهد نظام الحكم في تطهير الجامعة من أغلبهم... لم نجد من أثر لحمّة الهمّامي سوى أغنية حوّلته إلى أسطورة "طالوا الأيّام يا حمّة طالوا الأيام" كنّا نجوب الكلّيات من المنار إلى 9 أفريل ومنّوبة بحثا عن أثر لهم فتُردّد لنا الجدران أصداء أصواتهم الواصلة إلينا من وراء أسوار السجون "يا قمر طلّيت م العلالي، يا قمر طلّيت من جبل، خبّر الرفاق على حالي، خبّر الرفاق يا قمر"... أعادت إليّ تلك الأغنية برومنسيتها الثورية بعضا من براءة الطفل وخياله بعدما أفْقَدَتْنِيهِمَا صِياعَةُ المراهقةِ في ثانوية قفصة، وصرت كلّما أبصرت القمر تطلّعت نحوه وكلّي يقين أنّه الوحيد الذي يراني ويرى المساجين السياسيين وراء أسوار السجن. ومن ثمّة انتبهت إلى أنّ القمر يشرف على الكوكب الأرضي كاملا فصرت أحمّله رسائل إلى من أشاء في هذا العالم... كان هناك طلّاب بدأت ت