Articles

Affichage des articles du septembre, 2018

الرّاقصة

ظلت سهرة يوم السبت موضوع حديث اهل القرية اياما عديدة... لا يلتئم مجلس رجال ولا حلقة نساء الا ويدور الحديث عما فعلته فائزة... من صبيحة يوم الأحد، كان كبار الحي متحلقين كعادتهم امام دكان الباهي يراقبون القادم والغادي... وكان التوهامي ابن الباهي داخل مخزن الدكان يرتّب أكياس الدقيق والسكر التي أنزلتها شاحنة المزوّد وصورة فائزة وهي تهزّ خصرها فيرتعش ردفاها لا تغادر مخيّلته. كان حديث الرجال المتحلّقين في الخارج عمّا فعلته فائزة يثير غيرته وحنقه عليهم. فلم يكن يرى من داع إلى الإغراق في وصف جسد البنت واهتزازاته إذا كان غرضهم إدانة جسارتها وقلّة حيائها. كانت نبرتهم وعباراتهم تفضح نهما جنسيا إلى جسد فائزة يحاولون إخفاءه دون جدوى. وحده الحاح الطيب اكتفى بالقول أنّ رقص النساء حرام في المطلق فما بالك أن يفعلن ذلك في حضرة الرجال. ظلّ التوهامي داخل مخزن الدكّان يهتزّ غضبا وغيضا، إذ لم يكن يتحمّل أن يستبيح هؤلاء الوحوش جسد حبيبته على ذلك النحو. آه لو يغيب والدي فقط لبعض دقائق.. كنت سأخرج إليهم وأطردهم صائحا فيهم: "كلام الحاج الطيّب معقول، ولكن ما فائدة التفصيل في وصف جسد المسكينة

بقايا وطن

إلى نابل، حبّا ووفاء... اليوم الاول، النهار الصيفيّ وقد انتصف في الحانة المتوسطية المطلة على البحر من الطابق الاول حيث زرقة البحر الهادئة مرهم للعين وحيث النسيم الناعم يدلّك مفاصل الرّوح بائع اللوز المملّح يلعب البلياردو مع النّادل... يتسلّيان في انتظار أوّل حريف،  كلاهما يلبس تبانا قصيرا ونعلا بلاستيكيا خفيفا صاحب الحانة، العجوز الأشقر يقف إلى المصرف يكرع البيرة في الكأس العملاقة  يبدو سعيدا بساعته الذهبية المتدلّية في معصمه المكسوّ بالشعر وبسلسلته الذهبية التي تطوّق عنقا غمره الزغب الأصفر والتجاعيد وبقع الدم المتجلّط السوداء يتصرّف كحريف صعلوك في انتظار أوّل حريف يتابع اللعبة في حماس، ولا ينهر نادله حرفاء منتصف النهار، أبناء الدّار لا يقطع النادل لعبة البلياردو ليخدمهم يخدمون أنفسهم، يعرفون جيدا أين توجد الجعة المثلّجة، وصحون الفول الساخن لا غريب في المكان سواي هم ياكلون الفول الساخن ويلفظون قشوره على الارض والنسيم رطب وزرقة البحر ساحرة الوقت يبدو مسروقا من زمن مضى يضرب النادل بعصاه العمود الذي أعاقه على التسديد بنجاح يسب الدين ويلعن فرج أمّ العمود يضح