Articles

Affichage des articles du novembre, 2011

أحداث كلية الآداب منّوبة، وبعد؟؟

ما هذا الذي يحصل بالجامعة التونسية اليوم؟ وكيف نفهمه؟ وما هي استتباعاته؟ أحداث بدت معزولة في البداية وفي الظاهر، لكن تكرّرها بنفس السيناريو غدّة مرّات كشف أنّ وراءها أطرافا تعرف جيدا ما تريد وتخطط لأعمالها بروية وتقصّد. لا فائدة من استعراض الوقائع التي تناقلتها الأقلام موثقة بالصورة والصوت (كلية آداب سوسة، المدرسة العليا للتجارة بتونس، المطعم الجامعي بقابس، كلية الشريعة، معهد الفنون والحرف برقادة، الخ) لكن يهمّنا أن نشير إلى ما يجمع بينها من قواسم مشتركة : مجموعة من الملتحين المتجلببين تعتصم أمام إدارة المؤسسة الجامعية لتعطل السير العادي للعمل مطالبة بالسماح للمنقبات بالدراسة دون تضييق وبفصل البنات عن الأولاد وبتخصيص فضاء للصلاة. يفعلون ذلك بنفس الأسلوب دائما: تكبيييييييييييييييير لشحذ العزائم، بعض الوجوه موجودة في كل التحركات متنقلة من مؤسسة إلى أخرى، وجوه لا تخفي عدم انتمائها إلى الجامعة، منقبة أو أكثر في الصفوف الخلفية، مستوى من النقاش لا يرقى إلى أبجديات الحجاج والجدل المنطقي، صلاة استعراضية، وقدرة عملية واضحة على التنفيذ الأعمى للأوامر والتعليمات ... ولو تأمّلنا مطالب هؤلا

عندما كنت صغيرا، كنت أحبو الكلمات

" عنــدما كنت صغيرا كنت أحبو الكلمات كنت طفلا ألعب الحرف وألهو الكلمات كـــل مــا أعرفــــه أني ظلمــت الكلمات ولقــــد مـــت مرارا في سبيــــل الكلمات فصــدور النــاس قد كانــت قبور الكلمات قل لمن همهم في الناس وخـاف الكلمات أوتخشى الـــناس والحق سجين الكلمات؟ شاهــــــد أنت عليهــــم وعليــــك الكلمات" (الشاعر منوّر صمادح) لماذا يستخف الكثيرون باللغة ويتساهلون مع أنفسهم في التعامل معها وبها ؟ لماذا لا يتحرّون في اختيار الألفاظ الأدق تعبيرا عمّا يفكّرون به ويستعملون تعابير تقريبية معوّلين على الآخر في استقراء ما يجول في عقولهم؟ لماذا يبحثون عن بذل أقلّ ما يمكن من الجهد ويرون في التفكير مشقة وتنغيصا والحال أنّه متعة الإنسان ككائن مميّز ؟ لماذا يفتحون الباب لتعدّد التأويلات ويختبئون وراءها للتفصّي من مسؤولية أي فهم يثقل الكاهل أو لا يخدم المصلحة الشخصية؟ اعتقادي أنّ من أسباب ذلك الغربة تجاه اللّغة وغياب التذوّق اللغوي بل عدم الإقامة في اللغة أصلا..  هكذا كنت أعيش اللغة طفلا صغيرا... عبارة "دار

المكتبات العمومية زمن الحرب والثورة

Image
مقدّمة سنعتمد لمصطلحي الحرب والثورة تعريفا إجرائيا لا ندّعي له صلاحية نظرية عامّة. حيث نعني بالحرب حالة المواجهة بين بلد وقوّة خارجية بينما نعني بالثورة حالة التمرّد الشعبي الداخلي في وجه السلطة الدكتاتورية. وهكذا لا يشمل كلامنا حالات الحرب الأهلية وثورات التحرّر الوطني. ففي حالات الحرب، غالبا ما تكون المكتبات ومراكز الأرشيف والمتاحف عرضة للتدمير. وذلك بهدف التطهير الثقافي والقضاء على مقوّمات الهوية والذّاكرة الجماعيتين وزعزعة معنويات الشعوب من خلال المساس برموزها، مثل ما حصل في مكتبة سراييفو بالبوسنة والهرسك أو ما يحصل في فلسطين. كما يمكن أن تكون الغاية نهب الكنوز الثقافية والفنّية. وهو ما دأبت عليه الإمبراطوريات الاستعمارية في القرون الماضية والجيشان الإسرائيلي في لبنان والأمريكي في العراق في السنوات الأخيرة. أمّا في حالة الثورات الداخلية، فعادة ما تكون المكتبات في مأمن من الاعتداءات نظرا لقداسة الكتاب والمعرفة شأنها في ذلك كالمدارس والمعابد. حيث يركّز المعتدون في مثل هذه الظروف، على المراكز التجارية ومستودعات السلع التي تتوفّر على خيرات مادّية طالما كرّست ال