الولايا العازفات
لم أستطع إلى اليوم أن أفهم الحكمة من تأسيس فرق موسيقية نسائية... في زمن المخلوع، كانت الفكرة تسوّق على أساس أنّها تجسيد لما وصلته المرأة من تحرّر ونضج جعلاها ندّا للرّجل في جميع الميادين... فعوض أن يقتصر وجود المرأة في الفرق الموسيقية على عازفة يتيمة هي ديكور أكثر منه شيء آخر، هاهي المرأة تشكّل فرقة بحالها بدءا بالعازفات من إيقاعيات ونفخيات ووتريات ومفتاحيات وصولا إلى قائدة الفر قة مرورا بالغناء الذي غالبا ما يكون بشكل جماعي على طبقة صوتية وسطى لا ترهق ولا تحرج أحدا وتجنّب النشازات... كان هذا النوع من التكسّب الموسيقي يغمرني بالغيض لما يرشح منه من علامات التمسّح على أعتاب السلطة والامتهان لوظيفة الموسيقي في المجتمع ولذات المرأة والتسطيح الموسيقي في طريقة العزف والآداء والتوظيف السياسي والتحنيط الفولكلوري... مجموعة من الولايا لابسات فوطات وبلايز معصّبات الجبين أو واضعات على رؤوسهنّ كبّوس عدس ومتربّعات على مساند مطرّزة أمام نافورة ماء منثور حولها ورد وتحيط بها شموع وستائر مخملية... قائدة الفرقة تقطع الأنفاس رافعة يدها إيذانا بقرب إانطلاق العزف.. وهاهي تنزل يدها بحركة حاسمة فتأت...