الزردة مدرسة الفقراء
تشكّل الرّياضة والألعاب الفكرية أدوات ناجعة لتعلّم أصول التكتيك والاستراتيجيا. ومن أكثر الألعاب جدوى في هذا المجال لعبة الشطرنج التي تعلّمنا كيف نستدرج الخصم بطعم لنوقعه في الفخّ ونجهز على ملكه. هناك أيضا الرّياضات الجماعية التي تدرّبنا على توزيع الأدوار في تكامل من أجل تحقيق هدف جماعي. وتشترك الرياضات البدنية والفكرية في كون التكتيك يعني محطّات الطريق التي يسلكها اللاعب نحو الهدف النهائي بما يتضمّنه ذلك من مناورات وإيهام بالضعف (تنويم الخصم) وتقديم التنازلات (وهذا هو التكتيك) أثناء التقدّم نحو الهدف النهائي، بينما تقتضي الاستراتيجيا بقاء الذّهن مركّزا على الهدف النهائي، مهما كانت عوارض الطريق. لست من القائلين بأنّ الطّريق تتشكّل أثناء المسير، أي أنّه لا وجود لطريق مسطّرة سلفا، حتّى أن غلاة هذا الرّأي يؤمنون بأنّ الطّريق إلى البيت أهمّ من البيت ذاته. هذه فلسفة جميلة لمّا تكون الطّريق آمنة وليس فيها قطّاع طرق. أمّا وأنت تعلم أنّ هناك خصما يتربّص بك للإيقاع بك، فعليك أن تقرأ له حسابا وتعدّ مسالك متعدّدة لرحلتك تختار أنسبها أثناء المسير. قد تلائم هذه الفلسفة البنيوية قائدا...