حبّ فريد
أخيط أروقة الفضاء التجاري جيئة وذهابا أقلّب النّظر بين السلع المكدّسة بإغراء فاحش في الأروقة كمومسات المبغى. الدينارات العشرون التي أحتكم عليها لا تفي بالحاجة لشراء هديّة ترضي الحبيبة في عيد ميلادها. يعييني البحث وتقودني قدماي إلى رواق المشروبات الكحولية، حيث تلمع الفتوى كالوحي في الدّماغ: "بعض قوارير خضر يزهر بها الخيال وتفكّ عقدة اللسان، وسينساب الكلام معسولا فيكون أفضل هديّة للحبيبة في عيد ميلادها." أقف في الطّابور لخلاص قنّيناتي وأتسلّى بتحليل المشتريات المكدّسة داخل العربات المجرورة. تشدّني بالخصوص نظرات الرّضى الغبيّة المرسومة على عيون الزبائن وهم يفرغون مشترياتهم على الجلد الدوّار بتأنّ في حركة استعراضية كلّها زهو وتطاوس بما رزقهم الله من نعيم... يتظاهرون بالانهماك في جمع مشترياتهم في أكياس البلاستيك غير عابئين بمن حولهم وهم يرمقون بطرف العين بضاعة الآخرين مقيّمين مركزهم الاجتماعي ووجاهتهم من خلال مقارنة حجم مشترياتهم بمشتريات الغير. لكنّهم يختمون جميعا الاستعراض بحركة تكشف حقيقتهم العميقة عندما يسرقون لفّة بحالها من أكياس البلاستيك لاستعمالها كأكياس قمامة......