الله كريم يحب التوابين
"الله كريم ويقبل التّوبة الصّادقة"، هذا ما يردّده الصحبي كلّ مرّة ل مّا يصعد درجات الصّومعة الضيّقة كي يؤذّن للصّلاة. مائة وخمسون درجا ملولبة عموديا في شكل حلزوني، تتخّلّلها فتحات صغيرة للتهوئة والإضاءة . يصرّ الصّحبي منذ تعيينه وكيلا على المسجد مكلّفا ب إقامة الأذان و النظافة وتسخين الماء، على صعود الصومعة في كل صلاة لإقامة الأذان مستغنيا عن الميكروفون المتوفّر في الأسفل والموصول بالبوق المثبّت في أعلى الصّومعة. لم يصغ لنصيحة عديد المصلّين الذين أشفقوا عليه من عناء الأ لف وخمسمائة درجا التي يقطعها صعودا ونزولا على مدى الصلوات الخمس، رغم تنبيه كثيرين عليه من خطر الأزمات القلبية بسبب بدانته المفرطة. كان الصعود يستغرق منه ربع ساعة أو يزيد لكثرة الاستراحات التي يقوم بها مضطرا بعدما ينقطع عليه النفس في الصعود، وكذا الشأن عند النزول بسبب حدّة وخزات عضام الرّكبتين الناتج عن ثقل وزنه. يبدو الصحبي أكبر بكثير من الأربعين سنة التي تجاوزها بعد تعيينه وكيلا للمسجد بشهرين . كان قبل الثورة يعيش من تهريب الأغنام ال ذ ي كان ي درّ عليه مكسبا وفيرا، لكنّ فلوس الحرام لا تثمر أ...