20 شارع باريس

20 شارع باريس، تونس... قد يبدو في الظاهر مجرّد عنوان بريدي، لكنّه في الحقيقة عنوان جنّة تأوي حياة داخل قصر بديع مزدحم بالرموز والمعاني. متى بني هذا القصر؟ وماذا كان عند افتتاحه ؟ أسئلة لا أعرف لها جوابا ولكنّني أسوقها آملا في جواب ضمن تفاعلاتكم . انطلقت علاقتي مع هذه البناية في أفريل 1984، ثلاثة أشهر بعد انتفاضة الخبز. كنت لا أزال طالبا بمعهد الصحافة في سنتي الثالثة وكنت أترصّد عرض شغل يناسب شهادة المرحلة الأولى للدراسات الجامعية التي كنت تحصّلت عليها في السنة السابقة. وأنا في الحافلة رقم 8 التي تربط مونفلوري بوسط العاصمة، سمعت أستاذي المرحوم عبد الحميد العجمي يحدّث جمعا من الطلبة المتحلّقين حوله عن حاجة المعهد العالي للموسيقى حديث النشأة إلى مكتبي، فما كان منّي إلاّ أن نزلت من الحافلة لأتوجّه رأسا إلى 20 شارع باريس حيث قابلت الكاتب العام سي محمّد الصالح الرصّاع صاحب دار سحر للنّشر حاليا، وقدّمت مطلبا للتشغيل بصفة مكتبي مساعد دعّمته بنسخة من شهادتي. تأمّلني سي محمّد الصّالح ويبدو أنّه أشفق لحالي من خلال بؤس مظهري، فهاتف سي المنصف بن عمارة مسؤول الموارد البشرية بوزارة الثقا...