بوليسية...
(1) كان يحب الرياضات الميكانيكية، معروف بمهارته في قيادة السيارات والدرّاجات النارية... فرح عند تعيينه بشرطة المرور، وكان يريد أن يضع مهاراته تلك في خدمة الشرطة... سألته بفضول: "ولكن لماذا استقلت من وظيفتك إذن؟"... ردّ باشمئزاز: "لأنّني لم أجد فيها ما كنت أتوقّعه من إثارة... تخيّل أنّ كلّ من تشير عليه بالتوقّف يتوقّف فورا، حتّى مهرّبو البنزين... إنّهم يغافلون القانون لأنّهم لا يقدرون على مخالفته. هكذا يحرمونني من متعة المطاردة وبدل ذلك يقرفونني بعرض رشاوي تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع... خفت أن أتحوّل إلى راعي بقر يفرغ مسدّسه في رؤوسهم، فاست قلت..." (2) عند توظيفه في جهاز الشرطة تمّ تعيينه في فرقة الخيّالة. ورغم أنّه لم يكن قد ركب حصانا قبل ذلك ولا فكّر في الأمر، إلاّ أنّه فرح بذلك التعيين، لأنّه كان معجبا بالفروسية التي طالما حضر عروضها في زيارة سيدي تليل السنوية...وسرعان ما ألف الفرس التي أسندت له، ودخل معها في تواصل خفي وقوي. صار يحسّ عصبية الحصان تنتقل إلى جسده كتيار كهربائي كلّما ركبه... كأنّما كان يجري في شرايينهما دم واحد ... كان الحصان يحييّه...