لاعب النرد
وصلت إلى السونترفيل في حدود الثامنة صباحا تقريبا... حركة المرور كانت خفيفة على غير عادتها في ذلك الوقت من اليوم. ركنت سيارتي في المستودع البلدي ولم يكن مزدحما. كأنّ الناس هجروا العاصمة ذلك الصباح... دفعت دينارا لحارس المستودع فسلّمني التذكرة دون المائة ملّيم التي يفترض أن يعيدها لي... تمتمت وانصرفت متحاشيا أن أبدأ يومي بخصومة مبكّرة، فلي شواغل أهمّ في ذلك اليوم... كان خط سيري واضحا في ذهني. أمشي في نهج المختار عطية إلى آخره عند شارع الحبيب ثامر. وهناك أنعطف يسارا لأمشي في شارع روما مائتي متر قبل أن أعبر سكة المترو وأجد نفسي في نهج محمد علي. ومع أن صباح ذلك اليوم الشتائي كان مشمسا إلّا أن علوّ العمارات وضيق الأنهج كان يمنع أشعة الشمس من الوصول إلى المارّة وبث الدفء في مفاصلهم... كانت الأرصفة لا تزال مبلولة بندى الفجر، ورائحة القهوة تفوح من الكافيتيريات المنتشرة في الأرجاء. لكنّني قاومت إغراءها بالدخول لعدم تمكّني من شراء صحيفة تؤثث طقس القهوة الصباحية. قرّرت الاستعاضة عنها بصحفة صحلب ساخنة عند لسعد... قلت أتذكّر بها أيام كنت مكتبيا بالمعهد العالي للموسيقى. كان شفيق يرا...