كوابيس الأسبوع الأخير قبل يوم الانتخاب
في غياب المهرّبين، يتسلّى أعوان الجمارك بمطاردة الغزلان النّاطة فوق كثبان الرمال حتّى يجنّبوا سيّاراتهم الكسل، ويشغلون أنفسهم بصيد الطيور الشاردة حتّى يسرّحوا حناجر بنادقهم. خطب ضابط الحدود في فرقته "علينا أن نحمي ثروتنا الحيوانية من الاحتكاك بدوابّ جيراننا التي تتسكّع على أراضينا ّفي أوقات فراغها، فهي غير ملقّحة". في المعبر الحدودي، تمدّ الأشجار العملاقة ظلالها خارج خطّ الحدود بين الدولتين الجارتين. تكون الأشجار صباحا في البلد الشرقي بينما ظلالها في البلد الغربي . وعند الغروب تنقلب الأدوار. أمّا الطيور الشاردة، فلا أحد يعرف لها أصلا ومستقرّا. تظلّ ترتع بين الجهتين هازئة بتلك الطلقات الذابلة التي تصدر عن هذا الجانب أو ذاك. وقد يتجرّأ بعضها فيزقّ على شارات الرتب التي تحلّي أكتاف الضبّاط وينقر الحب على شرفات مكاتبهم. صاح ضابط الحدود في وجه جنوده: "ويحكم، أما من أحد فيكم يستطيع أن يكفّ عنّي نزق هذا الطّائر اللّقيط؟" واستدار ناحية كتيبة الدّولة الجارة صارخا عبر مضخّم الصوت "خفّفوا عنّا لفح رياحكم، فالقمر ضيفنا هذه الليلة" ضحك شيخ ...