اليوم الأوّل في بانكوك
تطلّ برأسك من باب الطائرة مستعدّا للنزول نحو الحافلة الرابضة أسفل المدرج بانتظار القادمين. تلفعك حرارة غير عادية في وجهك لتوقظك من خدر الهواء المكيّف داخل الطائرة. رطوبة مرتفعة حتى تكاد لا تظفر بشيء وأنت تستنشق الهواء بمنخريك المفتوحين على أقصاهما كمنخري بغل. لا يسعفك فمك الذي تفتحه متلقّفا الهواء، وقد أطبق عليك الاختناق، إلاّ ببخار مثقّل بالماء كبخار الحمّام. بعض ثوان كافية كي تحسّ جلدك دبقا وملابسك ملتصقة بجسدك. لقد تحوّلت رئتاك من اسفنجتين رخوتين إلى بالونَيْ كاوتشو سميك ومتيبّس. "ما الذي دعاني إلى القدوم إلى هذا البرّ البعيد؟؟". وفي الخطوات الفاصلة بين مدرج الطائرة وباب الحافلة، تدرك معنى كلام الرياضيين عن استحالة لعب الكرة في مثل هذا المناخ المداري الرّطب والحارّ. تسترجع شيئا من حيويتك لمّا تصعد الحافلة، ويسعدك أن تتواصل الانتعاشة في فضاء المطار المكيّف. ولكنّ مغادرتك للمطار ترجعك إلى معاناة تلقّف الأنفاس. تستقلّ سيّارة تاكسي وتناول السائق ورقة عليها اسم النزل وعنوانه، فيدوس على زرّ ليشغّل مروحة بلاستيكية صغيرة، تشبه لعب الأطفال يوم العيد عندنا، ثمّ ينطلق. ي...