الحاج ميلود
لمّا يحدث أن يتواعد شخصان عند "الحاج ميلود " فهما يتحدّثان في الحقيقة عن بار "الحاج ميلود" ولا عن الشخص ذاته... ف"الحاج ميلود" هو في واقع الأمر علامة تجارية تجاوزت شهرتها حدود القرية. أمّا الشخص، فلا أحد من شباب القرية يعرفه. ذلك أنّه غادرها منذ أكثر من عشرين سنة ليستقر بمدينة ساحلية جميلة، بعدما عيّن متصرّفا أمينا لإدارة المحلّ. ولم يكن ليجد أفضل من "عز الدين" صديق طفولة المرحوم "قمر الدّين ". ربح "بوالعز" ثقة الحاج ميلود العمياء بعد تجربة امتدّت على مدى السنوات الست الأولى بعد فتح المحل. كانت عينا "بوالعز" تدمعان كلّما أثنى الحاج ميلود على وفاءه وأمانته، فينظر باتجاه صورة صديقه المرحوم "قمر الدين" في إطارها الخشبي المعلّق بمدخل القاعة، ويهمهم "ليس لك أن تشكرني يا عمّي الحاج. فأنا ابنك، والمرحوم أخي وتوأم روحي. لا شيء غير الصدفة جعلته هو يستشهد وأنا أستمرّ في الحياة " كلّ ما يعرفه شباب القرية الذين يرتادون البار يوميا ويجلسون فيه الساعات الطوال قبالة صورة قمر الدين أنّ ...