زيارة أولــــى إلى دمشــق
بيروت ودمشق سنة 2006، كنّا أربعة تونسيين مشاركين في مؤتمر الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدّولي للأرشيف ببيروت. مؤتمر تطاوس فيه كالعادة دكاترة العرب ليلوكوا كلاما مكرورا لا جديد فيه ويتبادلوا بطاقات الزيارة بكثافة. لم نتردّد بعد نهاية المؤتمر في التوجّه إلى سوريا وكأنّنا خطّطنا للأمر مسبقا. لم يكن من المنطقي أن نصل إلى تخوم الشام دون أن نزور دمشق. دمشق ذاتها لم تكن لتغفر لنا مثل تلك الغلطة. لقطع المسافة التي لا تستغرق أكثر من ساعتين بين العاصمتين، سلكنا في البداية طريقا جبلية تغطّيها أشجار الأرز المغطّاة بالثلوج، قبل أن نتوقّف في استراحة على مشارف مدينة زحلة. مقهى بلّوري صاخب يضجّ بالحياة، مضمّخ بالدفئ وببخار المأكولات اللبنانية اللذيذة. ومن موقعه ذاك على تلك التلّة العالية يطلّ المقهى كبرج مراقبة على سهل شاسع لا يحدّه البصر. وقفت في الخارج أستنشق الهواء النقي مترشفا قهوة البن الممزوج بالهيل، أتأمّل الامتداد المغلّف بالضباب مركّبا على المشهد في ذهني مواويل جبل لبنان وأغاني العتابا والميجانا... قطع عليّ سائق سيّارة الأجرة متعتي وهو يشير باتجاه السهل: "نعبـــر سهل البقاع ل...