أرضية التّتعايش والتّعامل في الوسط الجامعي

تهدف هذه المبادرة إلى اقتراح أرضية تحدّد جملة المبادئ والضوابط الأخلاقية التي تحكم الحياة في الوسط الجامعي وتنظّم علاقات وأنشطة سائر المتدخّلين في هذا الوسط. وهي معروضة على المعنيين بالحياة الجامعية للمناقشة والإثراء.



نظرا لكون الجامعة مرفقا عاما وملكا للشعب التونسي الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل تكوينها ورعايتها،

وتكريسا لمبادئ الكرامة والعدالة والديمقراطية والحرية التي قامت عليها ثورة 14 جانفي 2011 ووفاء لدماء شهداء ثورتنا المجيدة،

واعتبارا لما قدّمه الشباب الطالبي من تضحيات ونضالات وما لعبه من دور حاسم على الميدان وعبر الشبكات الاجتماعية في تحديد هذه الأهداف وتحقيقها،

فإنّ الحياة داخل الفضاء الجامعي تقتضي تحديد جملة من المبادئ والتأكيد على كونها تشكّل أرضية للتعامل والتعايش بين سائر الأطراف المتدخّلة والناشطة في هذا الفضاء، وهي كالتالي:

1. إنّ وظيفة الجامعة هي إنتاج المعارف والأفكار من خلال أنشطة البحث العلمي، وتكوين الإطارات العليا والمتوسطة للبلاد من خلال التكوين النظري والتطبيقي، وتنمية الفكر النقدي والمستقل.

2. إنّ محور منظومة الحياة الجامعية بكل مكوّناتها هو الطالب. وبالتالي يتعيّن على كل البرامج والأنشطة والهياكل أن تكون في خدمة الطالب معرفيا وثقافيا واجتماعيا الخ. وذلك وفق مقاربة تشاركية تعامل الطالب بوصفه راشدا وتفسح أمامه المجال واسعا حتّى ينمّي لديه روح المبادرة والمسؤولية بما يساهم في تكوين شخصيته ويتيح له ممارسة مواطنته.

3. إنّ شرط نجاح الجامعة في النهوض برسالتها وخدمة الطالب هو احترام مبادئ الحريات الأكاديمية المنصوص عليها في المواثيق الدولية والوطنية.

4. تسيّر الهياكل البيداغوجية والعلمية والبحثية وفق مبدأ الانتخاب وتتخّذ القرارات داخلها وفق قواعد التشاور الجماعي في ظل الشفافية.

5. يعتبر احترام حرّية الرّأي والتعبير والمعتقد والاحتكام للحوار ونبذ العنف المادّي واللّفظي من الضمانات الأساسية للتعايش الحضاري بين المنتمين للأسرة الجامعية في إطار من الاحترام المتبادل والمسؤولية.

6. حرية الاجتماع والتعليق مكفولة داخل الفضاء الجامعي ما لم يتسبّب ذلك في تعطيل الدّروس وأنشطة البحث.

7. ينأى الناشطون داخل الفضاء الجامعي بمؤسساتهم عن التوظيف السّياسي الحزبي ويحافظون على حيادها واستقلالها.

8. النشاط النقابي حق أساسي مكفول دستوريا. وعليه، تلتزم الإدارة باحترام إرادة الطلبة وحرّيتهم في اختيار ممثّليهم وهياكلهم النقابية.

9. يعتبر النشاط الثقافي والرّياضي والعمل الجمعياتي رافدا أساسيا في عملية تكوين الطالب وتكوّنه الذاتي. ويمارس الطلبة هذا النّشاط بكامل الاستقلالية عن الإدارة، وهم أحرار في استدعاء من يريدون من المحاضرين والفنّانين من داخل الجامعة أو خارجها. وعلى الإدارة المساعدة في تمويل هذه الأنشطة وتوفير مستلزماتها من تجهيزات وفضاءات ووضعها على ذمّة الطلبة الذين يستعملونها في إطار من المسؤولية والالتزام بعدم توظيفها لغير تلك الأنشطة.

جلال الرّويسي أستاذ بالمعهد العالي للتوثيق


Commentaires

  1. une "charte " considérable , voilà à mon avis ce qu'on doit doit faire pour cette étape décisive de notre Tunisie d' avenir , réfléchir calmement ,faire des propositions concrètes et sérieuses, un regard global avec beaucoup d espoir
    je ratifie

    RépondreSupprimer

Enregistrer un commentaire

Posts les plus consultés de ce blog

مثلّث الطّبخ[1]

المكتبات في بيئة الويب 2.0 أو مكتبات الجيل الثاني

أم العرائس - عروس القرى