المكتبات في بيئة الويب 2.0 أو مكتبات الجيل الثاني
هذا العمل
هو اقتباس تأليفي وترجمة لنصّين أساسيين يتعلّقان بموضوع الويب 2.0 وتطبيقاته
المكتباتية أكثر مّما هو عمل شخصي مبتكر. وقد هدفنا من ترجمة مقال جون بيار لاردي
(فرنسا) والملف الذي أنجزته دومينيك غازو (كندا) عن الموضوع مع بعض التعديلات
والإضافات الشخصية الطفيفة إلى تقريب هذه الأدبيات من طلبتنا ومن غير الناطقين
بالفرنسية.
انظر عرض الشرائح الشفافة في آخر النص
1. عن
الويب 2.0 وتطبيقاته المكتباتية[1]
شكّل الويب 2.0 منذ ظهوره في
بداية السنوات 2000 مرحلة متطوّرة في مسار الويب الديناميكي الذي جاء بعد جيل الويب
الثابت (الويب 1.0) وقبل جيل ويب المعنى le Web
sémantique (الواب 3.0). حيث سمح الويب 2.0 بالانتقال من التطبيقات الجاهزة
للاستخدام دون إمكانية للتحوير والمفروضة على المستخدم في بيئة الويب 1.0 إلى بيئة
ديناميكية ومرنة. فإذا كان أساس الويب 1.0 استخدام البرمجيات المغلقة المصدر
(التطبيقات الجاهزة) التي تتطلّب المعرفة الجيّدة بخصائصها وبكيفية تفعيل وظائفها،
فإنّ الويب 2.0 ليس سوى إطار للعمل (أو منصّة (Plateforme صمّم كي يكون منفتحا واتصاليا وتشاركيا بما يسمح
للمستخدمين بتعديل المضامين المنشورة وبتبادل المعطيات والخدمات والتطبيقات على
الخط مباشرة. إذ بإمكان كلّ مستخدم أن يضخّ في شبكة الإنترنيت مضامين ومعطيات
متنوّعة (صورة، صوت، نص، فيديو) ويتقاسمها مع غيره من المستخدمين. وينادي
المتحمّسون له باعتماد تطبيقات مجانية أو بمقابل يركّزها راعي التطبيقة على حاسوبه
الخادم serveur الذي يكون متاحا على الإنترنيت عوض
بيع تلك التطبيقة في شكل برمجية يركّزها كل مستفيد على حاسوبه الشخصي ويتولّى عند
كلّ إصدار لنسخة جديدة من البرمجية شراء إجازة استخدام جديدة. وبهذا، يتحوّل
المستخدمون إلى شركاء في إنتاج المعلومات والمضامين بعدما كانوا في السّابق مجرّد
مستخدمين لمضامين المواقع التي يزورونها. هذا بالإضافة إلى كون تلك التطبيقات
قابلة للتثبيت على وسائل الاتصال النقّالة مثل الهواتف الذكية. في الخلاصة، يعني
الويب 2.0 :
·
واجهات أكثر سهولة في الاستعمال
·
التفاعل بين المستفيدين
·
تكوين مجموعات مستعملين يجمع بينهم رابط ما
·
إمكانية مساهمة المستعمل النهائي في صياغة المضامين
·
العمل التعاوني
·
تبادل البيانات ونشرها
وعند اعتماده
في محيط المكتبات، يسمّى الويب 2.0 "مكتبات 2.0"، حيث يرتكز على المبادئ
الأساسية التالية،
- مشاركة المستفيد: في إثراء محتوى مجموعات المكتبة، على سبيل المثال
-
- تسمح تطبيقة contents Tagging للمستفيد بوضع الكلمات الدالة الخاصة به لما يظهر له من نتائج البحث في فهرس المكتبة، وبذلك فهو يشارك في خلق وتنمية المحتوى
- يمكن لأعضاء المكتبة أن يساهموا بنشر مصادر سمعية وبصرية على موقع المكتبات اذا كان الموقع يدعم تطبيق مشابه لـ YouTube.
- تعدّد الوسائط: حيث تعتبر المواد السمعية والبصرية من أهم المصادر الإلكترونية في بيئة مكتبات 2.0.
- الإبداع حيث تتفتّق قرائح المستفيدين وشيع الخلق والابتكار داخل مجتمع المكتبات 2.0.
- مكتبات بلا حدود: حيث يذهب الأمر إلى أبعد من مقولة "مكتبات بلا جدران"، ما دامت المكتبة قد انفتحت على إضافات المستخدمين وحوّلتهم إلى شركاء دون حاجز الوقت والمكاتب والتجهيزات والمواصفات.
- مرونة النظم المعتمدة: وتبقى بيئة مكتبات 2.0 في حاجة مستمرّة إلى مزيد التعاون بين المكتبات ومصمّمي النظم لجعلها تبلغ أكبر مستويات المرونة والبساطة في الاستخدام.
فعلى سبيل
المثال، في الويب 1.0 كانت الموسوعة البريطانية Britannica هى النموذج الأمثل للموسوعات
الإلكترونية، بينما في الويب 2.0 حلت محلها الموسوعة الحرة Wikipedia حيث يشترك المجتمع في إثراء
محتواها، والمواقع الشخصية في الويب 1.0، حل محلها المدونات في بيئة الويب 2.0.
وفي مجال المكتبات ظهرت تجربة النظم المؤجرة بحيث توفر شركة نظاما آليا على الخادم
Serveur الخاص بها وتسمح للمكتبات بالاشتراك فيه واستخدامه كنظام آلي
للمكتبة ولكنه يوجد على خادم الشركة المزودة للخدمة. وتتجسّد هذه الإمكانات والخدمات الجديدة في الوسائل والتطبيقات التالية:
المدوّنة blogue، التأليف التعاوني الحرّ wiki، والإشعار الفوري بالجديد RSS، والتكشيف التعاوني tagging، والتصنيف التعاوني
الحرّ folksonomies. كما تتجسّد أيضا عبر
خدمات الشبكات الاجتماعية كاليوتوب YouTube والفايسبوك Facebook والدايليموشون Dailymotion وفليكر Flickr وتويتر Twitter، الخ.
المدونات Blogues
يمكن تعريف
المدونات بأنها "عبارة عن مواقع واب تظهر عليها تدوينات تتوفّر على مداخل
مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا – من الأحدث إلي الأقدم- تصاحبها آلية لأرشفة المداخل القديمة ويكون لكل
مدخل منها عنوان إلكتروني URL دائم لا يتغير منذ لحظة نشره على الشبكة بحيث يُمكن للمستفيد
الرجوع متى أراد إلي التدوينة حتّى بعد اختفائها من الصفحة الأولى للمدوّنة.
وتشتمل المدوّنة على النصوص، والصور، ولقطات الفيديو القصيرة، ومواد سمعية
والروابط الفائقة. كما تسمح
المدوّنات بالتفاعل بين محرّريها وقارئيها حيث يمكن لأيّ من متصفحي الانترنت
قراءاتها والتعقيب أو التعليق عليها"[1]
وقد بدأت
المدونات في الانتشار الواسع مع مطلع القرن الحالي، حيث ساعدت العديد من الأحداث
السياسية على انتشار المدونات بشكل كبير (الجنود الأمريكان في حرب العراق سنة
2003، وفي الدول العربية استخدم الناشطون السياسيون المدونات كوسيلة للتعبير عن
مواقفهم وآرائهم المعارضة للأنظمة الحاكمة.
أمّا عن
مكوّنات المدوّنة وخصائصها فهي الخادم الآلي الذي يقدّم الخدمة والمدوّن (أو
المحرّر) والعرض الزمني للمحتويات، وأرشيف محتويات المدونة وأخيرا إمكانية إضافة
تعليقات على محتوى المدونة.
ومن أشهر
مزودي خدمة إنشاء المدونات نذكر Blogger المنتمي للعملاق غوغل Google، ومن أهمّ مميزاته:
- تصميمات جاهزة للمدونات يمكن الاختيار من بينها
- امكانية تعديل التصميم المختار
- اسم نطاق فرعي للمدونة : name.blogspot.com
- لوحة تحكم متعدّدة اللغات
المدوّنات في المحيط المكتباتي[2]
- هناك مدوّنة المستجدّات والأخبار والدّعاية للأنشطة المبرمجة. ويطّلع من خلالها متابعو المدوّنة على آخر المقتنيات والمعارض واللقاءات والمحاضرات وعلى مواعيد هذه الأنشطة وأوقات العمل.
- بفضل المدوّنة، يبدو فريق العمل قريبا من القارئ ومنصتا لملاحظاته، كما يعطي للمؤسّسة هوية إنسانية تتجاوز الصّورة الإدارية الرّسمية من خلال نشر صور أعضاء الفريق وهم ينشطون أو يتوجّهون بالحديث إلى القرّاء معرّفين بمكتبتهم وبخدماتها.
- تسمح المدوّنة لكلّ من يزورها بتدوين تعليقاته، كما يمكن السماح بذلك لفئة محدودة من المستخدمين، كأن لا يسمح في مدوّنة مكتبة جامعية بالتعليق على محتواها إلاّ للأساتذة.
- تكتسي المدوّنات المتخصّصة أهمّية بالغة بالنّسبة للمكتبات الجامعية ومراكز المعلومات المتخصّصة، علما وأنّ هذا الصّنف من المدوّنات يظلّ ذا فائدة أيضا في المكتبات العامّة والمكتبات المدرسية التي يمكنها أن تفتح مدوّنة موضوعها الثقافة المحلية أو مشروع بيداغوجي سنوي.
- يمكن للمدوّنة أن تفيد في تعميق مكتسبات الورشات التكوينية التي تؤمّنها المكتبة. وذلك من خلال عرض بعض الموارد الوثائقية التكميلية والمتنوّعة كعناوين مواقع الويب المختصّة في موضوع الورشة والتسجيلات وغيرها. كما يمكن توظيف المدوّنة واستغلالها كأدة بيداغوجية أثناء أشغال الورشة. وقد بيّنت عديد الدّراسات الميدانية كيف أنّ المدوّنة المحيّنة بانتظام تشكّل حافزا إيجابيا ومرافقا ناجعا للمتكوّن (الطالب مثلا) حيث تحثّه على متابعة التعليقات وزيارة المواقع المقترحة وتعميق بعض المفاهيم بما يكرّس مقاربة التكوّن الذاتي وينمّي استقلالية المتكوّن وقدراته في هذا المجال.
- كما يمكن استخدام المدوّنة لتقديم خدمات مرجعية بشكل استباقي، من خلال ما تقترحه من روابط مفيدة تحيل على مواقع متخصّصة في مواضيع دقيقة، وبهذا الشكل يستطيع المكتبي الإجابة على المتواتر من الطّلبات والأسئلة مع التحرّي في المصادر المحال إليها وغربلتها جيّدا، ممّا يشكّل ضمانة جودة بالنسبة للمستفيد.
- هناك من المدوّنات ما تنشط في شكل ناد للمطالعة ينشّطه عنصر من الفريق العامل بالمكتبة. وفي هذا الإطار يمكن ترشيح كتاب كلّ شهر ليكون موضوع اهتمام المدوّنة فتقع دعوة زوّار المدوّنة إلى المساهمة بتعليقاتهم على المقالة الافتتاحية التي يقترحها منشط المدوّنة. ومن الأفكار الممكنة كذلك التحضير للقاء مباشر مع كاتب ما من خلال استباق اللقاء بنقاشات وتعليقات حول كتابه في المدوّنة.
- تسمح المدوّنة للمكتبي أن يلعب دوره كمستشار قرائي (مرشد) ممّا يسمح بلفت انتباه زوّار المدوّنة إلى وثائق ما كانوا ليهتمّوا بها لولا نصائح المكتبي وتوجيهاته. ونلمس أهمّية هذا على وجه الخصوص عندما يتعلّق الأمر بمكتبات الأطفال والمراهقين.
- كما تسمح المدوّنة بتكوين حلقة أصدقاء المكتبة. وممّا يدعم هذه الحلقة دعوة أعضائها إلى إبداء آرائهم ومقترحاتهم حول الاقتناءات والخدمات والبرامج التنشيطية. فإلى حدّ الآن، ظلّت المكتبات لا تسمح لزوّار مدوّنتها بإدراج تعليقاتهم إلاّ نادرا.
- يمكن أيضا التفكير في إنشاء مدوّنة داخلية تقتصر عضويتها على عناصر الفريق العامل بالمكتبة، خصوصا إذا كانت مكتبة كبيرة ذات أقسام عديدة وفرق عمل قد لا تلتقي باستمرار. ويمكن للزملاء التشاور من خلالها بشأن مسائل مهنية والاشتغال على مشاريع مشتركة (إعداد تظاهرة مثلا).
- وفي الأخير لابدّ من التنبيه إلى أنّ نجاح المدوّنة ليس مضمونا سلفا، فهو يتطلّب مجهودا لتسويقها والتعريف بها من خلال الإعلان عنها في موقع ويب المكتبة، ومن خلال التفكير في تدريب المستخدمين على استعمالها ودعوتهم إلى تنشيطها وإثرائها بالتفاعل معها. كما يتعيّن الحرص على انسجام تصميمها وإخراجها مع سائر الأدوات الاتصالية للمكتبة كموقع الويب وغيره للمحافظة على استقرار هويّة المكتبة.
التأليف التعاوني الحر Wikis [3]
التأليف التعاوني
الحر Wiki هو موقع أو مصدر إلكتروني يشارك
المجتمع في صياغة وتعديل محتوياته، حيث يسمح لأي مستخدم بإضافة معلومات جديدة أو
تعديل المعلومات الموجودة فيه. وقد حقق التأليف الحر انتشارا كبيرا حتى تفوقت
منتجاته على نظيرتها من المصادر الأخرى، ولعل أبرز مثال على ذلك الموسوعة الحرة
الويكيبيديا التي تفوقت على موسوعة Encarta بشكل واضح. وتشرف على إدارة تطبيقات التأليف الحر مؤسّسة
ويكيميديا Wikimedia التي أصدرت عدة مصادر إلكترونية حرة أشهرها على الإطلاق الموسوعة
الحرة Wikipedia، ولكن إلى جانب
ذلك هناك العديد من التطبيقات الحرة أصدرتها مؤسسة ويكيميديا، ومن أبرزها:
·
الكتب الحرة WikiBooks
·
القواميس
الحرة Wikitionary
·
الأخبار Wikinews
·
التعليم Wikiversity
·
الوسائط
المتعددة MediaWiki
ومن أهم
مميزات التأليف التعاوني الحر:
1. تبسيط عملية تحرير المحتوى، فكل مقال يمكن تغيير
محتوياته، إذ ما على
الشخص الذي يرغب في تغيير محتويات صفحة ما إلاّ تدوين إضافاته أو تعديلاته على
نموذج تحرير المحتوى الذي سيظهر له على الشاشة، دون أن ينسى حفظ التعديلات عندما
ينتهي، وبعدها ستظهر الصفحة كما قام بتحريرها.
2. تستخدم تطبيقات التأليف الحر أوامر بسيطة لتنسيق
محتوياتها، فلا حاجة لتعلم لغة HTML للمشاركة في إضافة وتعديل محتويات مواقع ويكي.
3. تحتفظ تطبيقات التأليف الحر بسجل لتاريخ
الصفحات، فإذا أخطأ شخص ما في تحرير إحدى الصفحات يمكن الرجوع إلى الصفحات السابقة
المحفوظة.
4. تشجع تطبيقات التأليف الحر على العمل الجماعي،
فأغلب مواقع التأليف الحر تسمح لأي زائر بتعديل وإضافة المحتويات دون الحاجة إلى
التسجيل في الموقع.
أمّا عن
المآخذ على تطبيقات التأليف الحر فيمكن ذكر:
1.
عدم الثقة
الكاملة في المعلومات المنشورة، باعتبار تطبيقات التأليف الحر مصادر مفتوحة تسمح
لأي كان بالاضافة والتحرير ممّا يرفع من احتمالات نشر معلومات خاطئة.
2.
تطبيقات
التأليف الحر مجال خصب للحرب المعلوماتية بين الدول والأشخاص. حيث تستعمله
المخابرات مثلا لتشويه الخصوم أو لبث الإشاعات. ولمحاولة الحد من هذه الظاهرة قام
شاب أمريكي بتطوير برنامج يمكنه تعقب محرري الويكيبيديا، وبالتالي عندما يقوم أي
شخص بتعديل محتويات الصفحة، يقوم البرنامج بالتعرف على مكان هذا الشخص وموقعه.
التأليف
التعاوني الحرّ في المحيط المكتباتي[4]
1.يسمح فتح مساحة للتأليف التعاوني الحرّ داخل فهرس المكتبة للمستخدمين بإضافة
تعليقات وملخّصات لكلّ وثيقة يتضمّنها الفهرس، وذلك على شاكلة ما نجده في موقع Amazon.com
2.وفي مجال التنشيط والترغيب في المطالعة، يمكن تصوّر فضاء للإبداع الجماعي
في مجال القصة والشعر والمسرح والموسيقى، كأن يدعو المنشط أطفال مكتبات متباعدة
إلى كتابة قصّة جماعية تتغذّى وقائعها وشخصياتها من الإضافات التي يدرجها الصغار.
3.وفي مجال التكوين، يمكن لفضاء التأليف التعاوني الحر أن يعوّض الموادّ
المستخدمة لتأمين الدّرس.
4.كما يمكن
تركيز تطبيقة الويكي (فضاءات التأليف التعاوني الحرّ) داخل شبكات الأنترانات بما
يسمح باعتماده كوسيلة عمل جماعي في محيط مهني مغلق. وهكذا يخفّف الويكي من ازدحام
البريد الإلكتروني ويجنّب المهني ما ينجرّ عن عدم تفطّنه إلى رسائل مهمّة حجبتها
كثرة الرسائل. ومن الأمثلة على ذلك، أن يفتح فريق العمل فضاء للتأليف التعاوني
الحرّ بهدف صياغة دليل إجراءات التعامل مع المكتبة في جميع مصالحها وأقسامها.
5.كما
يمكن تصوّر ويكي مرجعي، يكون منظّما حسب الموضوعات، حيث يدرج المستخدم (المكتبي)
تحت كلّ موضوع ما يتوفّر لديه من الموارد والوثائق (كتب أو مقالات أو غيرها) ممّا
لم يعد خاضعا لحقوق التأليف وصار ملكا عامّا.
الشبكات
الاجتماعية Les réseaux sociaux[5]
هي
مواقع للتجمع على الخط المباشر بما يشكّل مجتمعات إلكترونية ضخمة. والمبدأ
في الشبكات الاجتماعية هو أن يصمّم كل مشترك ملمحا خاصّا به (بروفايل) بهدف ربط
علاقات مع بقية مشتركي الشبكة من خلال تقديم شخصيّته أو على الأقل تقديم ما يرغب
أن يعرفه عنه الآخرون. ويحتوي البروفايل عادة على صورة وبعض البيانات الشخصية عن المشترك.
ويمكن لكلّ صديق أن يطّلع على بروفايلات أصدقاء صديقه ومن ثمّة توسيع دائرة
أصدقائه بما يجعل شبكات العلاقات تتوالد من بعضها البعض في شكل حلقات متداخلة في
إطار الشبكة الاجتماعية الأم.
وتقدم هذه
المواقع خدمات من شأنها تدعيم التواصل والتفاعل بين أعضاء الشبكة الاجتماعية مثل
التعارف والصداقة والمراسلة والمحادثة الفورية وإنشاء مجموعات اهتمام وصفحات
للأفراد والمؤسسات والمشاركة في الأحداث والمناسبات وتقاسم الوسائط مع الآخرين
كالصور والفيديو والبرمجيات. وتتأسّس العلاقات بين الأفراد لأسباب شخصية أو مهنية
سواء كانوا على معرفة ببعضهم أم لا. ومن أبرز مجالات استخدام الشبكات الاجتماعية:
1. داخل
الشبكات الاجتماعية نفسها، يمكن إنشاء شبكات مغلقة خاصّة بجهات أو مؤسّسات معيّنة،
حيث تجمع الأفراد تحت مظلتها. ويمكن لأي جهة إنشاء شبكة خاصّة بها يشترك فيها كل
العاملين في تلك الجهة.
2. يمكن من
خلال الشبكات الاجتماعية إنشاء مجموعة اهتمام ودعوة جميع الأصدقاء للاشتراك في تلك
المجموعة. وقد كانت مجموعات الاهتمام متاحة على الإنترنت منذ وقت بعيد، إلا أن
تقديم هذه الخدمة من خلال الشبكات الاجتماعية جعل لها مذاقا خاصا ومختلفا تماما عن
السابق.
3. إنشاء
صفحات خاصة بالأفراد والجهات كالمشاهير والشخصيات المتميزة وكذلك الجهات
والمؤسسات، ويقوم محبو صاحب الصفحة بالاشتراك فيها للتعرف على أخباره وأنشطته.
4. تكوّن
داخل الشبكات الاجتماعية مجتمع كبير جدا من المبرمجين، وفي هذا المجال صار
الفايسبوك Facebook بيئة (منصة) تطوير للبرمجيات، هذه البرمجيات منها ما هو ترفيهي،
ومنها ما هو بحثي.
5. ومن
استخدامات الشبكات الاجتماعية ما هو ترفيهي حيث تضم هذه الشبكات العديد من الألعاب
المسلية التي تعمل بفكر الويب 2.0 حيث يتنافس الأصدقاء في اللعبة الواحدة.
6. وسائل
الاتصال بين أفراد المجتمع ومنها الرّسائل الإلكترونية التي تدار داخل موقع الشبكة
الاجتماعية وعبره وليس لها برنامج خاص لإدارتها مثل البريد الإلكتروني، وكذلك من
الوسائل المتاحة المحادثة الفورية بين الأعضاء.
7. كما
يمكن استخدام الشبكات الاجتماعية للدعاية التجارية، وهذا شأن العديد من الشركات
التي تؤسس مجموعات لها كنوع من أنواع الترويج، كما يمكن نشر إعلانات مدفوعة الأجر
عبر الشبكة الاجتماعية.
الشبكات
الاجتماعية في المحيط المكتباتي[6]
عملا
بقاعدة أنّه على المكتبات أن توجد حيث يوجد مستخدموها، تعدّ
الشبكات الاجتماعية من التطبيقات الضرورية في بيئة مكتبات 2.0، كونها تمكّن
المستفيدين من التواصل فيما بينهم من جهة ومع أمناء المكتبات من جهة أخرى. فقد لا يكفي موقع ويب المكتبة لإشعاعها وربط علاقات حيّة
باستمرار مع مستخدميها، إذ غالبا ما يكون هذا الموقع جامدا لا يمكّن من التفاعل مع
المستفيد. وحتّى المدوّنة فهي لا تسمح بأكثر من تدوين تعليق مقتضب. بينما تحتاج
الجماعة الافتراضية مجالات تبادل أرحب وأوفر حرّية بين العناصر المنتمية إليها وهو
ما يتوفّر في الشبكات الاجتماعية. ولئن كان من المفيد جدّا
للمكتبات أن تنتمي إلى المجموعات الافتراضية التي ينتمي إليها روّادها وينشطون
داخلها، فإنّه من صالحها أيضا أن تسعى إلى تكوين مجموعة افتراضية خاصّة بها تكون
مجالا مفتوحا للتعليق وتبادل الرّأي حول المكتبة ونشاطها وخدماتها. كما ينصح بأن
تشجّع المكتبة روّادها من أعضاء المجموعة على خلق خزّانات موارد على الشبكة
الاجتماعية من نوع ألبوم الصور المحلّية أو فيديوهات تؤرشف الأنشطة والمهرجانات
الثقافية المحلّية، فيما تتكفّل المكتبة بتوثيق ما ينزّله عناصر المجموعة من خلال
التكشيف والفهرسة والتعليق وهو أمر مهم وينطوي على قيمة مضافة كبرى يقدّرها
المستفيدون حق قدرها خصوصا مع مرور الوقت. كما يمكن أن يساهم تنزيل صور الفريق
العامل بالمكتبة على الشبكة الاجتماعية في تغيير صورة المكتبة وأعوانها لدى
القرّاء من خلال إعطائهم الانطباع بأنّ المكتبة قريبة منهم وشفّافة كما يبرز البعد
الإنساني للأعوان من خلال عرض صورهم في وضعيات وأنشطة مهنية شتّى تبيّن انسجام
فريق العمل وديناميكيته. كما يساهم الانتظام في تنزيل آخر الصور الملتقطة في إعطاء
الانطباع بوجود حركية وحياة متجدّدة. وفي المقابل، يسمح الاطّلاع على بروفيلات
المشتركين في أشهر الشبكات بمعرفة حاجاتهم واهتماماتهم واستهداف الكثيرين منهم
وربط الصّلة بهم. كما تستطيع المكتبات من خلال تواجدها داخل الشبكات الاجتماعية أن
تقوم بالدّعاية لأنشطتها وخدماتها. فحتّى لا يقتصر حضور المكتبة في الشبكة
الاجتماعية على نشاط العضو الفرد العادي، عليها أن تخلق روابط لفهرسها وموقعها
ومدوّنتها.
هي تقنية
تعمل على إعلام المستخدم بالتحويرات والإضافات الجديدة في مواقع الإنترنت فتمكنه
من مواكبة حركية الموقع فوريا وبشكل آلي بدلا من تصفح الموقع كاملا. وتعتمد هذه
التقنية على برامج لتجميع المعلومات وتصفّحها ويطلق عليها RSS Reader. وتظهر المعلومات على صفحة مكتب
الحاسوب (صفحة الاستقبال الرّئيسية حال إشعال الحاسوب) أو على أي جهاز آخر يعتمد
هذه الخدمة كهواتف الجيل الثالث والصفائح الإلكترونية الذكية.
وهناك مواقع
تؤمّن خدمة الإشعار الفوري بالجديد RSS، حيث تتيح للمشتركين فيها التأشير على المواقع والصفحات التي
يرغبون في متابعة جديدها على أن يتولّى موقع الخدمة رصد أحدث ما نشر في المواقع
المؤشّر عليها وإشعار المستخدم بها. ومن أشهر المواقع المقدمة للخدمة محرك البحث
العملاق Google حيث يقدم خدمة تسمى Google Reader، وهى متوفرة في الرابط التالي: www.google.com/reader. كما أصبحت غالبية برامج تصفح الإنترنيت، كمتصفّح فايرفوكس أو
أنترنيت إكسبلورر 7.0 تقوم بالبحث تلقائياً عن خدمة RSSوتنبه
المستخدم إلى وجودها في كل موقع يزوره. كما يمكن للمستخدم قراءة الإشعار الفوري
بالجديد RSS عبر البريد الإلكتروني، وذلك باختيار إرسالها على بريده
الإلكتروني الخاص عند تسجيله بالخدمة، شرط أن يوفّر الموقع المؤمّن لهذه الخدمة
هذه الإمكانية، ومن الأمثلة على ذلك، موقع مكتبة الكونجرس www.loc.gov.
الإشعار
الفوري بالجديد في المحيط المكتباتي
1. إذا وفّر موقع المكتبة هذه الخدمة وأتاح
للمستفيد إمكانية التسجيل فيها، يشكّل الإشعار الفوري بالجديد خطّا إخباريا دائما
ومفتوحا يعلم المستخدم بكلّ المستجدّات على موقع المكتبة أو على مدوّنتها. من ذلك
مثلا إخطاره بنشر قائمة المقتنيات الجديدة، أو ببرنامج الأنشطة الفكرية أو بنشر
مقالات نقدية.
يمكن
أيضا أن نتصوّر أولياء يتابعون آخر مقتنيات المكتبة من كتب الأطفال، أو أساتذة
يواكبون آخر المقتنيات مبوّبة حسب المواضيع أو محاور التدريس. كما أنّه من المفيد
تسجيل موقع المكتبة كمواكب لمدّونة نفس المكتبة عبر خط RSS. وهو ما يسمح بإظهار
مستجدّات المدوّنة على صفحة الموقع بشكل يجعلها متاحة لكلّ من يزور موقع المكتبة.
ونشهد اليوم تكاثر الصحف والمجلاّت التي تقدّم خدمة الإشعار الفوري بالجديد
للموقع. ويمكن في هذا الإطار تصوّر مكتبة توافي مستعمليها بقائمات محتويات آخر
الأعداد من الدّوريات التي تصلها.كما تستعمل بعض المكتبات خدمة الإشعار الفوري
بالجديد في مجال البحث عن المعلومات، جاعلة منها أداة يقظة ورصد معلوماتي. حيث
يسجّل موقع المكتبة مفردات البحث عند نشر نتيجته ثمّ يتولّى إعلام المستفيد بكلّ
وثيقة جديدة تنضاف إلى موارد المكتبة وتكون مشمولة بمفردات البحث الأوّل. كما يمكن
الاستفادة من هذه الخدمة في مجال الإدارة المكتباتية والتسيير من ذلك مثلا إشعار
المستفيد بحلول آجال إرجاع الوثائق المعارة. وفي مجال سياسة الاقتناء وتنمية
الرّصيد، يمكن للمكتبي أن يسجّل في هذه الخدمة على مواقع دور النّشر والكتبيات بما
يسمح له بمواكبة جديدها من الإصدارات في إبّانه.
التكشيف
التعاوني الحرّ Content Tagging [9]
يتمثّل التكشيف
التعاوني الحرّ في إسناد واصفات محتوى للكيانات الرقمية على شكل كلمات مفتاحية
حرّة يقترحها المستخدم دون التقيّد بأي نظام مقنن. إذ بإمكان
كلّ مستخدم أن يدوّن على صفحة الويب من الكلمات المفاتيح ما يبدو له أقدر على وصف
محتواها. بهذا يمكن للمستخدم المشاركة في وصف صورة أو ملف صوتي أو
فيديو، ممّا يحقق أحد أهمّ مبادئ الويب 2.0 وهو مشاركة المستخدم في إنتاج المحتوى.
ومن أبرز الأمثلة على هذا تطبيقة وصف المحتوى على موقع فايسبوك التي يمكن الاعتماد
عليها بما تتضمّنه من واصفات استرجاع المعلومات، وهناك أيضا مثال YouTube أكبر موقع للفيديو في العالم.
وعادة ما يقع تجسيم نتيجة
التكشيف التعاوني الحر بصريا من خلال ما يسمّى بسحابة الكلمات المفتاحية، حيث يقع
إبراز ما يقترحه المستخدمون من واصفات للنّص الواحد أو للموقع بخط يكبر كلّما
ارتفع تواتر الواصفة لدى مجتمع المستخدمين، وذلك
في تدرّج من الأكثر تواترا إلى الأقلّ. وهكذا كلّما كان الاقتراح أكثر
تواترا كان حجم حروفه أكبر على الشاشة، باعتبار ذلك مؤشّرا لاتفاق المستخدمين على
اعتماد ذلك الاقتراح كواصفة للمحتوى المكشّف. وغالبا ما تحيل هذه الكلمات على
الصفحات أو المواقع الأخرى التي أسند لها المستخدمون نفس الكلمات المفتاحية. انظر
الصورة المستخدمة كمثال، حيث نلاحظ أنّ كلمة Web 2.0 هي الأكثر تكرارا
وتليها الكلمات الأقل حجما وصولا إلى الكلمات ذات الحجم العادي.
التكشيف التعاوني الحرّ في
المحيط المكتباتي[10]
ظلّت فهرسة الموادّ المنشورة على الويب (وضع الميتاداتا
الخاصّة بها أو ما يعرف بالبيانات حول البيانات) إلى حدّ اليوم حكرا على اختصاصي
المعلومات أو مؤلّف الوثيقة، وهذا معناه عمليات معقّدة ومرتفعة الكلفة ولغة
وثائقية مقنّنة صعبة الفهم لدى المستخدم العادي، حتّى جاء الويب 2.0 ليتيح الفرصة
للمستخدم كي يشارك في وصف محتوى المواد من زاوية نظره على أن يتقاسم ما
يقترحه مع المستخدمين الآخرين على الشبكة. هكذا، تقدّم كلّ واصفة يسندها مستخدم ما
لوثيقة ما إضافة للمستخدمين الذّين لا يمكنهم أن يفهموا دائما رمز التكشيف الذي قد
يكون سلسلة مبهمة من الأرقام والعلامات. كما يمكن أن تسدّ الواصفة المقترحة فراغا
أو نقصا في اللغات الوثائقية المقنّنة. على أنّه لابدّ، في صورة فسح المجال
للمستخدمين كي يضيفوا واصفات لفهرس المكتبة، من وجود مراقب من فريق المكتبة يغربل
الواصفات المقترحة ويتثبّت من دقّتها.
التصنيف
التعاوني الحر أو "التصنيفات
الشعبية" Folksonomies
كلمة
folksonomies هي تعبير مركّب من كلمتي« folk » أي الشعب و« taxonomy » التي تحيل على معنى التصنيف، ممّا يعطيها معنى
التصنيفات الشعبية
أو الجماهيرية. وهذا يعني أنّها تصنيفات تتشكّل بشكل شبكي ولامركزي وعفوي، حيث
تتبلور من خلال تفاعل التقديرات الشخصيّة للمستخدمين خلافا للتصنيفات الجاهزة سلفا
التي تسمّى اللغات الوثائقية المركّبة كالمكانز ونظم التصنيف المهيكلة دلاليا
وهرميا. والمبدأ في ذلك أن تنزّل جميع الواصفات المقترحة من المستخدمين في خزّان
مرجعي يعمل كمحرّك بحث. ومن ثمّة، يكفي
للمستخدم أن ينقر على الواصفة (أو اللاصقة étiquette) التي يختارها حتّى تنفتح له صفحة تعرض جميع المواقع والصفحات الموصولة
بتلك الواصفة، أي الصفحات والمواقع التي أسند لها المستخدمون تلك الواصفة إبّان
عملية التكشيف التعاوني الحر. وكلّما ارتفع عدد مستخدمي نفس
الواصفة كلّما ازدادت شعبيّتها وارتفعت أسهمها حتّى إذا ما حازت مستوى معيّنا من
الالتفاف حولها والإقبال على استخدامها، اقترحها الخزّان على مستخدمي الأنترنات
كواصفة معتمدة رسميا. ومن ناحية أخرى، كلّما أشّر مستخدم ما على مورد ما بواصفة
ما، إلاّ وأمكنه معرفة المستخدمين الذّين أشّروا على نفس ذلك المورد بواصفات من
عندهم، وأمكنه كذلك الاطّلاع على الموارد الأخرى التي أشّرها كلّ مستخدم منهم.
وهكذا يمكن للمستخدم العثور على موارد أخرى ذات فائدة، كما يمكنه أن يرى التقاطعات
في الاهتمامات بين المستخدمين. وبهذا المعنى، يمكن اعتبار التصنيفات الشعبية وسيلة
لتشكيل الجماعات الافتراضية. هكذا
تستثمر الطّريقة التعاونية في التكشيف لبناء التصنيفات، حيث تعدّ
التصنيفات الشعبية أو الجماهيرية مرحلة متقدّمة من التكشيف التعاوني الحرّ لأنّها
تنطلق من تثمين نتائجه وتستثمرها لتشكيل أنظمة التصنيف بالاعتماد على برمجيات
معلوماتية. ففي مرحلة التكشيف التعاوني الحرّ لا وجود لروابط دلالية بين الواصفات
كعلاقات الترادف وعلاقة الخاصّ بالعام والعام بالخاص. ولكنّ هناك برمجيات تعمل على
بناء هذه الرّوابط. كما توجد أنظمة معلومات تسمح بتكوين فريق من الواصفين وهذا
مفيد في حالة مشروع بحث جماعي ممّا يتطلّب تقسيم المهام داخل فريق العمل. كما هو
الحال مثلا لفرق الواصفين ضمن الأساتذة والباحثين الجامعيين المتخصّصينhttp://www.connotea.org et http://www.citeulike.org.
التصنيف التعاوني الحرّ في المحيط المكتباتي
يوفّر موقع http://www.librarything.com لمستخدميه خدمة إسناد
واصفات للوثائق التي بحوزتهم، ويستمدّون هذه الواصفات من فهارس المكتبات وكذلك المعطيات
البيبليوغرافية الموجودة على موقع Amazon.com. ويقبل المستخدمون على هذه
الخدمة لأنّها تمكّنهم من استرجاع وثائقهم بأكثر يسرا ومن تجميع الوثائق المتنوّعة
التي تتقاسم نفس الواصفة تحت سقف واحد. هكذا، يستطيع مستخدم ما أن يعرف مثلا
المستخدمين الآخرين الذين لهم نفس الوثيقة. كما تقيم خدمة LibrayThing الدّليل على أنّه بإمكان التصنيفات التعاونية الحرّة Folksonomies
التعايش مع اللغات الوثائقية المقنّنة بل والتكامل معها لمساعدة المستخدم على
الوصول إلى حاجته. ولا شيء يمنع من اتخاذ التصنيفات التعاونية الحرّة منطلقا
لتطوير لغات وثائقية مهيكلة ومتخصّصة (مكنز متخصّص مثلا) تستعمل في إطار شبكة
داخلية لمؤسّسة ما. وتشكّل اليوم التصنيفات التعاونية الحرّة مبحثا واسع الانتشار
لدى الباحثين في علوم المعلومات. ويقترح المتحمّسون لها عديد التطبيقات على المكتبات:
1.يمكن للمكتبة أن تنظّم
لفائدة مستخدميها دورة تدريبية في التصنيف التعاوني الحرّ. وتتجلّى فائدة هذا على
الأخص في أوساط المكتبات الجامعية والمكتبات المتخصّصة.
2.يمكن أن تساعد التصنيفات التعاونية الحرّة في تقارب
الأشخاص الذين يتقاسمون نفس الاهتمامات المعرفية ومن ثمّة في تشكّلهم في مجموعات
لا تفتأ تتبلور وتكبر.كما تعتبر وسيلة ناجعة في البحث عن الأدبيات الرّمادية
والوصول إليها.
من
قبيل الخاتمة
دفعت
خصائص تكنولوجيا الويب 2.0 الكثيرين إلى الجزم بأنّ هذه التكنولوجيا تعدّ أبرز فرصة في تاريخ البشرية تتاح لدمقرطة
المعرفة والمعلومات إنتاجا واستهلاكا. فهي تكنولوجيا لا تتطلّب بنية تحتيّة ثقيلة كالمباني
وما يتبعها من تجهيز وشبكات سلكيّة متنوّعة، ولا تشترط معارف معقّدة وتكوينا علميّا
متخصّصا. إنّها باختصار جملة من التطبيقات الجاهزة للاستعمال والمثبّته على أجهزة
محمولة ومندمجة تؤمّن في نفس الوقت وظائف الحاسوب والهاتف والكاميرا والتسجيل
الصّوتي والنّسخ والمسح الضوئي والاتصال عن بعد بثّا وتقبّلا، الخ) بسعة تخزين
مذهلة وبسرعة تدفّق تتحدّى المكان والزمان. وهذا معناه فسخ أحد أهمّ العناصر التي
تؤسّس للفجوة الرّقمية بين المدينة والرّيف بوصفه مناطق ظلّ محكوم عليها بالإقصاء المعرفي والثقافي نتيجة
عزلتها الجغرافية وغياب البنية التحتية من طرقات وشبكات متنوّعة وخدمات صحية
ومرافق اقتصادية.
وفي
جانب آخر، تفتح بشائر الويب 3.0 المعروف بويب المعنى آفاقا أخرى سمتها الرّئيسية ذوبان
الفرد في المجموعة وتفضيله الفعل باسم الجماعة (وتحت ستارها) بدلا عن الفعل
الفرديّ، ممّا يعني تراجع الهويّة الفردية أمام طغيان الهوية الجماعية واحتلالها
الصّدارة وخير مثال على الويب 3,0 هو مجموعة القراصنة المعروقة باسم أنونيموس Anonymous أمّا عن وسم الويب 3.0 بويب المعاني فذلك راجع إلى اعتماده على تقفّي سلوك المستخدم على الإنترنيت بالتحليل الآلي كمّيا ونوعيا لمحتوى المواقع التي يزورها والمسارات التي يسلكها والعلاقات الدلالية والسيميولوجية واللسانية والشكلية الرّابطة بين المعلومات التي يطّلع عليها، كلّ ذلك من أجل رسم ملمح عام له ينبأ عن الفضاء المعلوماتي الذي يتحرّك فيه والمعلومات التي يحتاجها ونوعية المستخدمين الذين يتعامل معهم الخ.
وسواء
تعلّق الأمر بالويب 2.0 أو بالويب 3.0، فإنّ هذه التحوّلات لن تمرّ دون أن تترك
بصمتها على التشكيلات الاجتماعية الكلاسيكية ومن أهمّها الأسرة وعلى موقع الفرد
ودوره فيها وعلى العلاقات بين الأولياء والأبناء. وكذلك الشأن للمؤسّسات التربوية والثقافية كالمدرسة أو المكتبة العمومية.
لكن تبقى المكتبة العمومية كفضاء مادي (بناية) ضرورية نظرا لوظيفتها كفضاء عمومي، حيث لا يجوز الخلط بين القراءة الاجتماعية والقراءة الجماعية. فنحن لا نشاطر رأي القائلين بأنّ القراءة الاجتماعية لا تعدو كونها عودة لتقليد القراءة الجماعية لا جديد فيه سوى التحوّل من الاتصال المباشر في الفضاء المادّي إلى الاتّصال عبر الفضاء الافتراضي. ولنا في مقولة الوسائطية بأنّ "الوعاء هو الرّسالة"[2] حجّة وسند. ذلك أنّ الفرق واضح بين طقوس القراءة الجماعية بما تعنيه من التقاء مباشر وتبادل حي، وبين خصائص القراءة الاجتماعية. وهذا ما يفسّر استمرار وجود المكتبة العامّة واحتلالها صدارة المؤسّسات الثقافية من حيث قوّة الاستقطاب، مع ضرورة الانفتاح على تكنولوجيا الويب 2.0 . فكم من مكتبة عمومية تونسية يا ترى تملك صفحة فايسبوك أو مدوّنة أو غيرها من التطبيقات الأخرى؟
*****************************************
روابط مفيدة حول الموضوع:
http://ahelmasry.wordpress.com/ الجيل الثاني للمكتبات (Lib2.0)
*****************************************
لكن تبقى المكتبة العمومية كفضاء مادي (بناية) ضرورية نظرا لوظيفتها كفضاء عمومي، حيث لا يجوز الخلط بين القراءة الاجتماعية والقراءة الجماعية. فنحن لا نشاطر رأي القائلين بأنّ القراءة الاجتماعية لا تعدو كونها عودة لتقليد القراءة الجماعية لا جديد فيه سوى التحوّل من الاتصال المباشر في الفضاء المادّي إلى الاتّصال عبر الفضاء الافتراضي. ولنا في مقولة الوسائطية بأنّ "الوعاء هو الرّسالة"[2] حجّة وسند. ذلك أنّ الفرق واضح بين طقوس القراءة الجماعية بما تعنيه من التقاء مباشر وتبادل حي، وبين خصائص القراءة الاجتماعية. وهذا ما يفسّر استمرار وجود المكتبة العامّة واحتلالها صدارة المؤسّسات الثقافية من حيث قوّة الاستقطاب، مع ضرورة الانفتاح على تكنولوجيا الويب 2.0 . فكم من مكتبة عمومية تونسية يا ترى تملك صفحة فايسبوك أو مدوّنة أو غيرها من التطبيقات الأخرى؟
*****************************************
روابط مفيدة حول الموضوع:
http://ahelmasry.wordpress.com/ الجيل الثاني للمكتبات (Lib2.0)
[1]
LARDY, Jean-Pierre. – Bibliothèques et web 2.0, http://fr.slideshare.net/jpla/bibliothques-et-web-20,
Décembre 2009, (consulté le 10/10/2011)
[2 ] - إسماعيل عباس إسماعيل، شيماء. – "المدونات المصرية على الشبكة العنكبوتية العالمية مصدرا للمعلومات مع إشارة خاصة لمدونات المكتبات ومدونات المكتبيين"، منشور في Cybrarians Journal، دورية إلكترونية فصلية محكّمة متخصصة في مجال المكتبات والمعلومات، ر د م د 1687-2215، العدد 13، يونيو 2007
[2 ] - إسماعيل عباس إسماعيل، شيماء. – "المدونات المصرية على الشبكة العنكبوتية العالمية مصدرا للمعلومات مع إشارة خاصة لمدونات المكتبات ومدونات المكتبيين"، منشور في Cybrarians Journal، دورية إلكترونية فصلية محكّمة متخصصة في مجال المكتبات والمعلومات، ر د م د 1687-2215، العدد 13، يونيو 2007
http://bibliodoc.francophonie.org/article.php3?id_article=257,
[consulté le 21/02/2008]
[4 ]-
Idem
[5 ]
- Idem
[6 ]
- Idem
[7 ]
- Idem
[8 ]
- Idem
[9 ]-
Really Simple Syndication
Commentaires
Enregistrer un commentaire