يوم الانتخاب

Normal 0 21 false false false FR X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

لنا عادة في الجنوب أن نعيش المناسبات العامة مع بعض في إطار لمّة عائلية أو لمّة أصدقاء... لكن التزامات عشيري الحزبية فرضت عليه متابعة الانتخابات خارج العاصمة.

البارح، عمّرت الفياقة على الستة متاع الصباح. وفي الليل، ما رقدتش بالقدا، في كل مرّة يطير عليّ النوم نقول اشبيه النهار مازال ما طلعش؟؟ دوب ما ضربت الفياقة، دوّشت وحجمت ولبست حوايج جدد تقولش علي ماشي نمارس في طقوس عبادة... كيف وصلت لمكتب الاقتراع بالمدرسة الابتدائية نهج البلدية منوبة، لقيت صف طويل... ولأوّل مرّة نعمل كيف على الصف الطويل... مستانس كيف نلقى صف طويل نروّح من غير ما نقضي حاجتي حتى لو كان نبدى في السبيطار... محلااااااااه، صف طويل ورايض... ناس منظمين مستعدّين ببطاقات تعريفهم وبطاقات تسجيلهم وستيلواتهم في إيديهم... قلت في قلبي ما أروع التونسي... هاك اللي في كثير من الحالات نئيّس منّو كيف نشوفو يتكيف في السينما ويرسكي في المترو ويفسكي في الامتحان ويحرق الضو وما يحترمش دورو في الصف، نفس هاك التونسي يتحول إلى مواطن واعي ومتحضر في المواقف الحساسة اللي ما تحتملش حتى غرام انحراف.. أثبت ذلك في لجان حماية الأحياء أيامات الثورة وهاو يؤكدو اليوم في الانتخابات. نساء ورجال وبنات كيف الحبق ومسنّين ومعاقين... فرحانين كيف الصغار نهار العيد... اللّي يخرج منهم من مكتب الاقتراع تلقاه يوري في صبعو محني بالأزرق في افتخار تقولش عليه عريس محنّي ولاّ هو مطهّر... وبالفعل ماهو اللي عملو فعل تطهّر من الذل والتهميش والإقصاء.... ويا بابا على هاك النظام في مكاتب الاقتراع: أعوان متكوّنين، فاهمين خدمتهم، يجاوبوا على الأسئلة الكل ويساعدو الكبار.. وبعيني شفت ضابطة بزوز نجوم سلاحها على صدرها وهي تدخّل في راجل مسن شادّتو من يدّو... والملاحظين توانسة وأجانب عينيهم محلولة وهوما يزيدوا يشرّعوا فيها كاينّّهم مدهوشين وموش مصدقين اللي يشوفوا فيه...

ورغم اللي نعرف اللي منوبة ماهياش استثناء، قلت في قلبي انشالله الوضع في مكاتب الاقتراع الأخرى وفي كل الجهات هكة... وانشالله يكمل النهار هكّة... لحظات مؤثرة إلى أبعد الحدود بيها هي حسّيت اللي تونسيتي اللي كانت ناقصة حاجة كملت اليوم... اليوم نقدر نقول "آنا تونسي وراسي عالي"... شكرا للشهداء، شكرا لشباب القصبة، شكرا للأحزاب اللي تؤمن باللعبة الديمقراطية وتحترم حكم الصندوق، شكرا للجمعيات، شكرا للمناضلين (وخلّيني نخص بالذكر فريق سي كمال الجندوبي بكامله)، شكرا لكل مواطن مشى وشارك في الانتخابات....

لا خوف على تونس

جلال الرويسي منوبة في 23 أكتوبر 2011

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

المكتبات في بيئة الويب 2.0 أو مكتبات الجيل الثاني

مثلّث الطّبخ[1]

أم العرائس - عروس القرى