المهرجانات الصيفية بين العزف والعزوف
يثير الإعلان عن برمجة المهرجانات الصيفية كلّ سنة احتجاجات كثيرة على ما يعتبره أصحابها إقصاء لهم. ولم يزد 14 جانفي هذه الظاهرة إلاّ تضخّما. فبعدما تركّزت الاحتجاجات في صائفة 2011 على إشكالية "من هو الأحقّ بعرض افتتاح أوّل دورة لقرطاج ما بعد بن علي؟" (والأحقية في عرف المحتجّين رمزية ومادية)، هاهم المحتجّون يثيرون هذه السّنة إشكالية نصيب الموسيقيين التونسيين من برامج المهرجانات. ورغم ما يميّز الوسط الموسيقي التونسي من خصائص هيكلية تجعل متنفّذي الأمس يواصلون التربّع على عرش القرار (والجواب) الموسيقي اليوم، ورغم ما ورثه هذا الوسط من انتشار لثقافة الولاء للسّلطان خوفا من ضياع المنافع، فإنّ البعض من راسخي القدم في التزلّف والّطاعة سرعان ما انفتحت شهيّتهم على الفعل الاحتجاجي وتحوّلوا بقدرة قادر إلى نقابيين أشاوس. إنّها حاسّة الشم المتطوّرة لديهم تجعلهم يستبقون الغير لافتكاك مواقع الفعل. والنقابة في مناخ الانفلات الثوري وضعف الدّولة من أهمّ هذه المواقع. هذا لا ينفي وجود نخبة من الفنّانين الخالصين المخلصين لفنّهم. لكنّ الكثير من هذه القلّة أدرك النوايا الانتهازية للمتنافسين ع...