سهريّة راس العام

على ذكر راس العام وسهرية الريفايون، نعقل عليها توّة سنين وانا نخدم أمين مكتبة مشرّد ما عنديش كراء، نرقد بالسّرقة في المكتبة (مقر العمل) جرّايتي جرائد وبطّانيتي جرائد، جاني زميل حبيّب يعرف ظروفي وسخّفتو كيفاش باش نعدّي راس العام في هاك الميزيرية، قالّي: "مانيش مروّح للوسلاتية باش نعدّي راس العام في العاصمة، هاو عندي ولد بلادي بوليس نسالو 30 دينار، راهو كلّمني باش نتعدّالو للمركز ناخذ فلوسي، وانا مستدعيك على دبّوزة وصحن في "الرّوا دي سبانيو" ودار الخلاء تبيع اللفت، لا كوّن في جدّ أمّها". هيّا حرّرنا الوقت بكابوسانات في ستوديو 38، منهاشي مع الثمانية ونص قصدنا ربّي للرّاجل يخدم بارمانونس في مركز شارع الجمهورية... لقيناه وحدو في صالة كبيرة وباردة، ضوّها ضعيف، قاعد وراء كونتوار عالي متاع سيمان، مفحّج رجليه على ريشو تريسيتي بالرّيزيزتونس... الحقيقة متاع ربّي الرّاجل فرح بينا هذاكة حدّو، جابلنا قهاوي وقاللنا "عندكمشي شكون في الخارج تحبّوا تقولولو "بون آنّي" هاوكة التليفون بلاش" منهاشي مدّ لزميلي قضيتو وطبّس يتفتف في صاشي بلاستيك تحت الكونتوار. خوك سلومة كيف تهنّى على فلوسو وسخن جيبو غمزني باش نمشيوا بخصوصي كي شافني تحلّيت مع الرّاجل في الهدرة ووليت نسأل فيه على الرّافل والإيقافات وغيرو وغيرو... ما نطوّلش عليكم، هزّ الرّجل راسو مدّلنا أربعة بوات  boites قاللنا "هذا من خيرات الرّافل" وبدا يحلف ويتكتّف مانا مروّحين قبل ما يدخلوا الزملاء متاع الدّورية برسلة ملاهط خلّي نختاروا منهم كعيبتين نعدّوا بيهم ليلة راس العام... كانك من سلومة، تغشّش وقالّوا "يزّي يا راجل احنا مثقفين وتقدّميين اشبيك تحكي على النّساء تقولش عليهم غنم" (قالهالو بالفرانساوية باش يعقّّدوا comme si c’était du bétail ولكنه نطقها بلكنة ريفية تنطق ال t ط وتفخّم حرف ال a.) وكانك منّي آنا ظهرتلي الحكاية كإنّها مغامرة أو قصّة خيالية، قلت في قلبي برّة تبّع السارق لباب الدّار خلّي نشوفو أخّرتها آش باش ترصّي.
في نقعدوا في ما نقعدوش، نسمعوا في أصوات رجال ونساء وصياح وضحك وسبّان... دخلوا خمسة بنات من الأوّل ووراهم ثلاثة بوليسية. زوز من هاك البنات كانوا يضحكوا ويفدلكوا مع الأعوان ديكونتراكتي عل الإخّر لدرجة أنّهم مدّوا إيديهم للريشو يتدفّاوا والثلاثة الباقيين كانوا مجهّمين مبلّمين وفيهم وحدة تبكي. تنطّر سي سلومة جا البرّة وحواجبو مقلوبة وريقو صابون. وخوكم قعدّت مبقّر موش فاهم أش نعمل... لحقت على سلومة ننّادي فيه في الشّارع وهو يمشي زايد على قدّام وخوكم مقطّع ما بين سلومة وهاك الطّفلة اللي تبكي في المركز... كيف خلطت عليه بعيد على المركز قدر 500 ميترو، قتلو "يا راس اللحم تي خلّيتنا عملنا مسرحية واخترنا زوز نخرّجوهم من غادي ومن بعد يسرحو على رواحهم، المهم ما يباتوش موقّفين". قالي "حتّى إنت قدّاشك دغفة، يا راجل هاذوكم يخدموا بيهم، يجيبوهم للمركز يتفتفوهم ويعاودوا يسيّبوهم. ياخي الثلاثين دينار متاعي منين رجّعهالي هو؟" برّة يا سيدي، مشينا ل"الرّاستورون" خذينا طاولة وطلبنا ما تيسّر وسرحنا نحكيوا... أحنا هكّاكة وهاك الزّوز بنات اللي كانوا يضحكوا في المركز دخلوا... ورحمة امّيمتي كيف ما نحكيلكم... 

جلال الرّويسي ديسمبر 2012                         

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

مثلّث الطّبخ[1]

المكتبات في بيئة الويب 2.0 أو مكتبات الجيل الثاني

أم العرائس - عروس القرى