الدمى البلاستيكية

درست الموقع جيدا قبل أن يستقرّ عليه اختيارها. هو عبارة عن ساحة ظليلة فسيحة ليس لها شكل هندسي واضح. في ناحيتها الغربية يقع مستشفى كبير يؤمّه الناس من كامل أنحاء البلاد ومقهى شعبي ومحلّات لبيع الملابس الجاهزة توجد خلفها حانة صغيرة. وفي الناحية الشرقية للسّاحة، تقع محطّة للمسافرين حذوها مسجد وبعض محلاّت لبيع الأكلات الشعبية وموزّع للأوراق المالية. قدّرت أنّ تنوّع الأنشطة والفئات البشرية التي ترتاد المكان يتيح لها فرصا متنوّعة للحصول على المال. فإذا لم يرأف بها المصلّون فقد يحنو عليها السكارى. وإذا قسا عليها كلاهما فقد يكون لدى أقارب المرضى استعداد للدفع عسى الله يرأف بمرضاهم ويشفيهم. هذا عدا عن المسافرين وروّاد المطاعم الشعبية. والأصل في عملها أن لا تظلّ ثابتة في مكان واحد، حيث تنتقل في الفضاء حسب كثافة المتردّدين على هذا المكان أو ذاك. ولكن هناك أوقات معلومة تختصّ بها أماكن دون غيرها. فقد كانت تستهلّ عملها بدورية صباحية في محطّة المسافرين قبل انطلاق السفرات الأولى، داعية للمسافرين بالسلامة في طريقهم، وهو ما يكون عادة كافيا لجعلهم يدسّون أيديهم في جيوبهم وإعطائها ما تيسّر ط...